إيبولا لم تختف وظهر كورونا.. الكونغو تواجه كارثة صحية بارتفاع أعداد ضحايا الأوبئة

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تجاوز إصابات فيروس كورونا في جمهورية الكونغو الديمقراطية حاجز 220 مصابا بالفيروس الأخطر في العالم حتى الآن.
وفي الوقت الذي تكافح الكونغو تفشي فيروس إيبولا الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص منذ أكثر من 18 شهرًا، تواجه الآن آفة جديدة، وهي جائحة فيروس كورونا الأخطر.
وترك إيبولا أولئك الذين يعيشون في شرق البلاد مرهقين وخائفين، وكلما كانوا يستعدون لإعلان نهاية تفشي المرض، تظهر حالة إصابة جديدة. والآن، سيكون عليهم الآن مواجهة كل التهديدات في وقت واحد.
لقد طغى الفيروس الجديد كوفيد 19 على بعض المناطق في الكونغو ، وينتشر دون رادع في بلد عانى من عقود من الصراع من أجل الحياة في وقت من غير الواضح كيف سيكون الدعم الدولي في وقت يكافح فيه العالم بأسره كورونا الفيروس المستجد.
وفي أوائل مارس الماضي، تم شفاء مريض من إيبولا كان يأمل كثيرون في أن يكون الأخير في سلسلة المصابين، ومن المفترض أن يتم الإعلان عن أن الكونغو خالية من إيبولا رسميًا يوم الأحد، لكن تم الإعلان عن حالة جديدة.
وأودى تفشي المرض بحياة أكثر من 2260 شخصًا منذ أغسطس 2018 – في ثاني أكبر حالة شهدها العالم على الإطلاق، بعد تفشي المرض ذاته في 2014-2016 غرب أفريقيا.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض الأمل، إن العديد من الأدوات المستخدمة لمكافحة الإيبولا – وهي غسل اليدين والتباعد الاجتماعي بينهم – هي أيضًا ضوابط أساسية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وقال ميلوند من بيني في دولة الكونغو، وأبلغت تلك المقاطعة عن حالتين إصابة بالفيروس المستجد: "الأمل هنا في أن الناس متماسكة داخل المجتمع وسيتغلبون على هذا الوباء بالطريقة التي عملوا بها للتغلب على الإيبولا".
وأضاف: "إنهم يعتمدون على ممارسات الحذر واليقظة والنظافة التي كانوا يؤدونها لإنقاذ أسرهم".
وقال الدكتور ميشيل ياو، مدير برنامج الاستجابة للطوارئ في مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، إن تنفيذ اختبارات قوية وتتبع جهات الاتصال سيكون أمرًا أساسيًا، لكن إشراك المجتمع بشكل كامل في مكافحة المرض قد يكون أكثر أهمية.
وأوضح أن هذا لا يعني مجرد التحدث في المجتمعات، "ولكن إعطاؤهم المسئولية والأدوار للعب".
وفي البداية، قوبلت جهود مكافحة الإيبولا بالمقاومة، وهذا السلوك كان أهم المساهمات الرئيسية في انتشاره، وسط انعدام الأمن في شرق البلاد، وانتشار الخرافات، وتعرضت بعض العيادات لعلاج مرضى الإيبولا للهجوم وقتل العاملون الصحيون.
وقال ياو، من المقر الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية في جمهورية الكونغو، إن العاصمة كينشاسا، وهي مدينة مكتظة بالسكان يبلغ عدد سكانها 14 مليون نسمة وتقع على الحدود الغربية للبلاد، لا تزال مصدر قلق كبيرا آخر.
وأضاف: "إذا وصلت كورونا إلى هذا المكان، فستكون كارثة كبيرة".
وتابع ياو: "أفريقيا مستعدة جزئيًا فقط، وإذا التزمنا بالتباعد، فيمكننا التغلب على الوباء".
لكن العديد من الدول الأكثر تقدمًا شهدت ارتفاعًا في الحالات، وقد يؤدي تفشي المرض في الكونغو إلى إرباك نظام المستشفيات بسهولة.
المعدات المتقدمة للتعامل مع أمراض الجهاز التنفسي الحادة، والتي يمكن أن يسببها الفيروس المستجد، غير موجودة، وفقا لوزارة الصحة الكونجولية كما أن هناك حوالي 65 جهاز تهوية – كلها في كينشاسا – و20 أخرى مطلوبة للبلد الذي يزيد عدد سكانه على 80 مليون نسمة.
وذكرت وزارة الصحة في الكونغو أمس، الجمعة، أن هناك 215 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد بالإضافة إلى 20 حالة وفاة.

المصدر : صدي البلد