حين تتصارع الفيلة، فإن الحشائش هي من تعاني.. هذه الكلمات تشير إلى أحد الشعوب الأفريقية وهو شعب الكيكويو الذين يربون قطعان الأبقار والأغنام حسب الطريقة التقليدية، ويعتمدون علي مأكلهم ومشربهم من الطبيعية والأرض التي يمكثون عليها.
الكيكويو هم أكثر الجماعات العرقية انتشارًا في كينيا وأصل تسمية الكيكويو من اللغة السواحيلية جيكويو ويطلقون على أنفسهم اسم شعب الجيكويو، وهم لا يسعون إلى سلطة أو نفوذ ولديهم معتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم التى تنظم لهم حياتهم اليومية، ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ففي عام 1895 احتلت بريطانيا كينيا.
وإثر ذلك تغيّرت حياة شعب الكيكيويو بصورة كبيرة تحت تأثير النظام الاقتصادي والتعليمي الغربي فالبريطانيون استقروا في كينيا واستولوا على أراضي الكيكيويو وعدّوها ملكًا لهم، ولتتحول حياتهم من حياة طبيعية إلى فقر مدقع.
ولأن الكيكيويو هم أصحاب الديرة والأرض قادوا خلال الخمسينيات من القرن العشرين حركة أطلق عليها الماو ماو عارضت الحكم البريطاني، وقاتلت من أجل عودة أراضيها إلا أن هذا الشعب الأفريقي هزم أمام طمع البريطانيون وبحلول عام 1956، عندما وصلت أحداث العنف إلى نهايتها تقريبًا، كان عدد القتلى من الكيكيويو نحو 11,500، ومن بقية الإفريقيين نحو 2,000، ومن الأوروبيين والآسيويين نحو 145.
ولم يكتف الاحتلال بما فعله من اغتصاب أراضى ليست ملكه ولكنه اعتقل كثيرًا من الذين أطلق عليهم لقب المتمردين، ومن بينهم جومو كينياتا قائد الكيكيويو – والذي أصبح رئيس كينيا بعد نيل استقلالها- وانتقل آلاف من الكيكيويو إلى معسكرات الاعتقال بعد تدمير منازلهم.
الكيكويو هم أكبر مجموعة عرقية في كينيا بشرق إفريقيا، ومنهم بعض كبار المتعلمين والأغنياء في كينيا كما يعمل كثير منهم في الحكومة أو الأعمال الحرة والبعض يمتلك مزارع كبيرة وينقسم الكيكيويو إلى تسع عشائر، وما زال الكيكيويو يزرعون ويربون قطعان الأبقار والأغنام حسب الطريقة التقليدية.
قدر للكيكيويو أن يصبحوا على رأس السلطة بعد تضحياتهم بأرواحهم أمام الاحتلال البريطانية لنيل الاستقلال حيث انتُخِبَ جومو كينياتا رئيسًا لوزراء كينيا بعد استقلالها في 1963، ثم تغيّر لقبه إلى الرئيس، وكان للكيكيويو دور رئيسي في حكومة كينياتا. ومنذ وفاته في 1978، عملت الحكومة الجديدة على إيجاد توازن للتأثير على قوى الكيكيويو والجماعات الأخرى.
المصدر : صدي البلد