يتحول لـ دور برد.. استشاري قلب: 96% من مصابي كورونا لا يحتاجون إلى علاج

يعد فيروس كورونا المستجد، مخلوقا يمثل مرحلة الانتقال من الجماد إلى الحياة، لأن جسده مكون من بروتين مثل كل الكائنات الحية، ولكنه ليس لديه حامضين نوويين وإنما حامض واحد وهو لا يستطيع أن يصنع بروتينه وإنما بحاجة إلى أن يغزو خلية ويدمر كودها الجينى لتصنع له الخلية بروتينه، وبروتين فيروس كورونا تحور وأصبح له جزءا بروتينيا زيادة يكون كشوكة تسمح له باختراق الخلايا.
وقال الدكتور محمد نصر أستاذ جراحه القلب بمعهد القلب القومى ونقيب أطباء الجيزة السابق، إن فيروس كورونا له محورين فى عمله:المحور الأول هو أنه يهاجم الهيموجلوبين بالدم وهو الذى يساعد على حمل الأكسيجين ونقله لجميع أنسجة الجسم، والهيموجلوبين مكون من هيم وجلوبين، والهيم مكون من جزيئات اسمها بورفيرين ووسطها حديد، فالفيروس يسحب الحديد من وسط البورفيرين وبالتالى يصبح الهيموجلوبين غير قادر على نقل الأكسيجين فيختنق المريض.
المحور الثانى هو أنه عندما يغزو الفيروس الجسم تتكون أجساما مضادة، من خلال إحساس الخلايا الليمفاوية بالدم به، الغريب أنها على عكس ما يحدث لها من زيادة فى المهاجمات الفيروسية فإنها تقل فى حالة الكورونا مما يسبب ضعف المناعة.
ولذلك يفرز الجسم مواد تسمى السيتوكين ويطلق عليها مسببه الالتهاب الذى يحمى الجسم تماما، مثلما يحدث خراج يكون صديد وتورم وهذا شيء عادى، فى حدود ٢% من الحالات تحدث عاصفة من هذا الالتهابات وتملأ الحويصلات الهوائية بالرئة بسوائل وتنكمش الرئة ولا تسمح بتبادل الغازات فيتخنق المريض.
وأكد أستاذ جراحه القلب بمعهد القلب القومى، أن 96% ممن يصابوا بفيروس كورونا المستجد، يشفون وحدهم ويمر وكأنه دور برد وحرارة مع كحة جافة وصداع وتكسير عظام، ولكن إذا ما ترك الفيروس الحلق والممرات الهوائيه العليا ودخل للرئة يحدث ضيقا فى التنفس، 4% يحتاجون إلى دخول المستشفى و2% فقط يحتاجون إلى عناية مركزة، و1% يحتاجون إلى جهاز تنفس صناعي.
وأشار إلى أن العلاج يتكون من محورين:الكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين الذى يمنع خروج الحديد من البورفيرين ويحافظ على تركيب هيموجلوبين الدم، ولكن خطورته فى أنه فى وجود بعض الأدوية الأخرى يسبب اضطرابا فى ضربات القلب وتوقفه، ولذلك لا يوصف إلا بواسطة طبيب متدرب له خبرة فى استعماله والأبحاث ما زالت قائمة للوصول إلى درجة أولى برهان من براهين الطب.
المحور الثانى هو أن هناك مواد تقلل عاصفة السيتوكين وتسمى بالانترلوكين، والجسم يفرزها وبعضها يصنع ويمكن حقنه للتقليل من عاصفة الالتهاب المسبب بالسيتوكين.
وهنا يوضع المريض على جهاز التنفس الخاص بالرعاية وليس العمليات حيث جهاز تنفس العمليات يحتاج إلى أدوية تشل عضلات المريض ويتم تخدير المريض كليا وقد أثبتت تلك الطريقة خطورتها فى حالات الكورونا، أما أجهزة تنفس الرعاية فيمكن إيقاظ المريض وهو عليها وندفعه كى يأخذ نفسه بنفسه لإمكانية فصله تدريجيا عن جهاز التنفس الصناعي.
وقال إنه فى البداية نجعل الجهاز يزيد من ضغط النفس فى نهاية الزفير ليساعد على شفط السوائل المتجمعة بالحويصلات الهوائية وتمنع تبادل الغازات، كما يتم زيادة ضغط وتدفق الأكسجين بالجهاز التنفسى، كما يساعد المريض عن طريق إعطائه دم به نسبة هيموجلوبين عالية لتعويض أثر الفيروس. وأوضح نصر، أن مصر يوجد بها حوالي5 إلى 6 آلاف جهاز تنفس صناعي بالمنشآت الصحية الحكومة والخاصة، مضيفا أنه لا يوجد نقص بأجهزة التنفس الصناعي، حتى الآن لقلة أعداد المصابين.
ووفقا لما عرضه موقع "ديلى ميل"، في الصين وإيطاليا والولايات المتحدة أن أقل من نصف المرضى الذين يتم إنقاذهم على الأجهزة يتعافون، ولكن الخبراء غير متأكدين من سبب ارتفاع معدلات الوفيات.
في مدينة نيويورك، توفي ما لا يقل عن 80% من مرضى الفيروس التاجي الذين تم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي، ففي الوقت الذي يضغط فيه المسئولون الصحيون حول العالم للحصول على المزيد من أجهزة التنفس الصناعي لعلاج المرضى، فإن بعض الأطباء يبتعدون عن استخدام أجهزة التنفس عندما يستطيعون. حيث أبلغت بعض المستشفيات عن معدلات وفاة عالية بشكل غير معتاد لمرضى الفيروسات التاجية على أجهزة التنفس الصناعي، ويخشى بعض الأطباء من أن الآلات قد تضر بعض المرضى. تقوم أجهزة التهوية الميكانيكية بدفع الأكسجين إلى المرضى الذين يعانون من فشل فى الرئة، وينطوي استخدام الآلات على تخدير المريض وإدخال أنبوب في الحلق، وكشفت التقارير أن معدل الوفيات في مثل هؤلاء المرضى شائعة، بغض النظر عن سبب حاجتهم للمساعدة في التنفس.
وبشكل عام، يقول الخبراء إن 40 إلى 50 % من المرضى الذين يعانون من ضيق شديد في الجهاز التنفسي يموتون أثناء التنفس، وظهرت تقارير مماثلة من الصين والمملكة المتحدة، وفى تقرير بريطاني الرقم بنسبة 66٪.
وقالت دراسة صغيرة للغاية في ووهان، المدينة الصينية التي ظهر فيها المرض لأول مرة، إن 86٪ ماتوا.
وعلى الرغم من أن السبب غير واضح إلا أن بعض الخبراء يقولون إن ذلك قد يكون مرتبطًا بمدى شدة المرض عند وضعهم على آلالات التنفس الصناعى. لكن بعض المهنيين الصحيين تساءلوا عما إذا كانت أجهزة التنفس الصناعي قد تزيد الأمور سوءًا بالفعل لدى بعض المرضى، ربما عن طريق تفاقم رد فعل الجهاز المناعي الضار.
في معظم الحالات التي تهدد الحياة، يمكن أن يتخلل COVID-19 عمق الرئتين ويسبب التهابًا حادًا، مما يجعل من الصعب التنفس، حيث يمكن أن يؤدي ضخ الأكسجين المضغوط في الرئتين إلى تهيج الأعضاء وتلفها بشكل أكبر.

المصدر : صدي البلد