يصارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واحدة من أكثر أزمات الصحة التي تشهدها بلاده والعالم، والتي أثرت بشكل كارثي على الاقتصاد العالمي والأمريكي، وفي الوقت ذاته، يجد نفسه مشتتا بين اتجاهين متعاكسين، فمن جهة هو مطالب بالحفاظ على أرواح الأمريكيين من الفيروس الذي حصد نحو 18500 أمريكي حتى اليوم وأصاب أكثر من نصف مليون، ومن جهة أخرى يريد فتح الاقتصاد في البلاد حتى يمكن تعويض الخسائر الاقتصادية التي مني بها الاقتصاد الأمريكي من جراء الفيروس حتى اليوم.
فالتجار والبنوك والمديرون التنفيذيون للشركات والصناعيون يطالبون بقوة بإعادة فتح اقتصاد البلاد في أقرب وقت ممكن، بينما يتوسل الخبراء الطبيون لمزيد من الوقت للحد من تفشي فيروس كورونا.
الرئيس الأمريكي ورجل الأعمال، واقع بين مؤثرين قويين، المكالمات الهاتفية من أصدقائه التجاريين ضد الصور التلفزيونية للمستشفيات الممتلئة بمرضى الفيروس.
وآراء خبراء الصحة العامة الذين يؤكدون له نجاعة الإجراءات التي يتخذها، لذا لا يجب عليه أن يتخلى عن هذا الجهد قريبًا، بينما يقول له المستشارون الاقتصاديون وغيرهم في البيت الأبيض إن ما فعله قد نجح، لذا ينبغي عليه أن يبدأ في معرفة كيفية التخفيف من حدة القيود، خاصة وأن هناك عشرات الآلاف قد يموتون وملايين آخرين قد يفقدون وظائفهم.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فقد قال ترامب خلال مؤتمره الصحفي، أمس الجمعة: "سأضطر إلى اتخاذ قرار، وآمل فقط أن يكون القرار صائبًا. وأضاف "لكنني أقول من دون شك إنه أكبر قرار يجب أن أتخذه".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه يريد البدء في استئناف العمل على أساس ما بعد انتهاء التوجيهات الحالية للبقاء في المنزل يوم 30 إبريل، وأعلن أنه سيعين فريق عمل الأسبوع القادم لوضع خطة. إلا أنه وعد أيضا بالاستماع إلى مسؤولي الصحة العامة الذين يحذرون من اتخاذ إجراء سابق لأوانه لتخفيف القيود.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي ليس قرار ترمب بالكامل، نظرا لأن قرارت التباعد الاجتماعي والإبقاء في المنازل، قام باتخاذها حكام الولايات الأمريكية في ضوء المبادئ التوجيهية التي أعلنها الرئيس.
وإذا كان ترامب سيصدر توجيهًا جديدًا قائلًا إنه من الآمن حاليا إعادة فتح الاقتصاد، فمن المرجح أن تتبعه العديد من الولايات لأنها ستشعر بالضغط من شركاتها ومكوناتها للتخفيف من القيود.
وقال ترمب في المؤتمر الصحفي: "نحن لن نفعل أي شيء حتى نعرف أن هذه الولاية ستكون في صحة جيدة.. "لا نريد العودة والبدء في فعل ذلك مرة أخرى.. لكنه أضاف أن الشلل الحالي في البلاد لن يكون مستداما، "أتعلم؟ البقاء في المنزل يؤدي إلى الموت أيضا إنه أمر مؤلم للغاية بالنسبة للبلاد".
المصدر : صدي البلد