قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن التقوى والعمل الصالح هما معيار تفاضل الناس عند الله وليس المال أو الحسب أو الأولاد.
وأضاف مركز الأزهر للفتوى عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن التَّقوى والعمل الصالح هما معيار تفاضل النَّاس عند الله تعالى؛ فلا أموالَ تنفع، ولا ذريةَ تشفع.
وإستشهد مركز الأزهر بقوله تعالى: (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) [سبأ:37].
كيف تكون تقوى الله.. تعرف على 13 أمرا تجعلك من أهل النعيم في الدنيا والآخرة
كيف تكون تقوى الله.. يتساءل كثيرون عن كيف تكون تقوى الله وكيفية تحقيق تقوى الله ومعنى تقوى الله التي هي حفظ النفس عمّا يوقعها في الإثم، وذلك بالامتثال لأوامر الله، واجتناب نواهيه، وقد حثّ القرآن الكريم، وسنة الرسول- محمد صلى الله عليه وسلم- على ضرورة تقوى الله، لما لها من أثر عظيم على حياة الإنسان الدينية والدنيوية وجزائه في الحياة الآخرة.
كيف يحقق الإنسان تقوى الله
يحقق الإنسان تقوى الله بالإلتزام بعدد من الأمور، أبرزها:
١- اجتناب الشبهات، وترك المحرمات، والابتعاد عنها.
٢- فعل السنن، وتجنب الانهماك في المباحات، لأنها تزيد فرصة وقوع الإنسان في الشبهات.
٣- الاجتهاد في طاعة الله، ومحاولة التفكّر في أمور الدنيا والآخرة، إذ يتوجّب على المسلم الحق أن يكون على استعداد دائم للقاء ربه، لأنه لا يعلم متى يأتيه الموت، ولأنه مسؤول عن كل ما منحه الله، وأنه – سبحانه- يحاسبه على ما فعله في دنياه.
٤- تحقيق الموازنة بين حاجات النفس والجسد، وبين ما أمر به الله، علمًا أنّ الله لا يأمر الإنسان بإهمال نفسه، والانغماس في الطاعات، والابتعاد عن مخالطة الناس، بل يطلب منه أن يؤدي حقوق جسده عليه، دون أن يتعدى على حقوق الله، وذلك يؤكّد أن الدين الإسلامي دين اعتدال ورحمة.
٥- الإخلاص في العمل، وعدم ابتغاء السمعة، والشهرة بين الناس، وخشية الله في كل الأماكن، وبكل الأقوال، واستشعار مراقبته له سواء أكان ذلك سرًّا أم علنًا، وتحرّي الألفاظ التي لا تغضب الله، حيث قال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا اللَّه مخلصين له الدين) [سورة البيّنة: 5].
٦- عبادة الله في كل الأمور خوفًا منه، وطمعًا في رضاه، وأجره، وثوابه، ورحمته.
٧- جهاد النفس، والمحافظة على وصايا الله، والاستقامة، والصبر على الأذى.
كيفيّة تقوى الله
أمر الله – سبحانه- عباده المسلمين بتقواه حقّ تقاته، وأورد في ذلك العديد من الآيات التي تبين فضل التقوى والمتّقين، وترغّب المسلم في الوصول إلى مرتبة التقوى التي ترضي الله عنه، حيث قال الله -تعالى-: « وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ»، وقال أيضًا: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»، ومما يساعد على تقوى الله ما يلي:
7- الصيام، فقد قال الله -عزّ وجلّ-: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
8 – التخلّق بصفات المتقين وأخلاقهم، ولقد ذكرها الله -تعالى- في الآية الكريمة: « وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون».
9 – التفكّر في آيات الله تعالى، وقدرته في تصريف الكون، وتدبير شأنه، قال الله – تعالى-: « إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ».
10 – التمسّك بسنة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-، وعدم الانحراف إلى البٍدع من الأمور، قال الله -تعالى- في ذلك: « وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
11 – اجتهاد المسلم واهتمامه بإتيان الطاعات وترك المعاصي، فالله -سبحانه- يحبّ أن يرى من عبده الاجتهاد في طاعته، فييسره إلى مزيدٍ منها، ويصرف عنه السيئات وشرّها.
12- كثرة ذكر الله تعالى، ومن ذلك كثرة قراءة القرآن الكريم. مصاحبة أهل الدين والإيمان الذين يذكّرون المرء بتقوى الله تعالى، وفضل ذلك، وينصحونه ويذكّرونه إذا أتى محارمه، فذلك معينٌ على تقوى الله.
13- النظر في سِيَر المؤمنين المتّقين، ففي ذلك غرس حبّهم في القلب، والرغبة بصنع ما صنعوا والفلاح كما فلحوا. دوام سؤال الله -تعالى- الثبات والتوفيق إلى طاعته، وتحقيق تقواه، والانصراف عن محارمه وما لا يُرضيه.
إقرأ أيضًا:
شروط قراءة القرآن.. 12 أمرا يرزقك الخشوع عند تلاوته فتحصل على الأجر كاملا
ماذا يفعل كثرة الاستغفار؟.. 11 فائدة عظيمة تعرف عليها
أذكار الصباح.. تجعل الله يرضى عنك ويغفر ذنبك ويزيد لك في رزقك
من علامات يوم القيامة.. آفة منتشرة بين الناس حذر منها الرسول
طريقة السجود الصحيحة .. 7 أعضاء يجب أن تلمس الأرض
فضل السجود .. 10 مكافآت ربانية تجعلك حريصا عليه
مظاهر التقوى
1- سلامة القلب من الحقد، والضغينة، والبغضاء، والحسد؛ فيكون مليئًا بالحب، واللين، والرقّة، والعطف، وعامرًا بذكر الله.
2- نشر العلم، والخير، والفضيلة، وذكر الله، والإصلاح بين الناس.
3- مساعدة الآخرين، وتقديم النفع لهم.
صفات الإنسان التقي
١- بارٌّ لوالديه.
٢- واصلٌ لرحمه.
٣- كثير العفو.
٤- عادل.
٥- طيّب الكلام.
6- عفيفُ النّفس، وغاضٌّ للبصر عمّا حرّمه الله.
ثواب المتقين
١- ولاية الله لهم، حيث قال -تعالى-: « وما لهم أَلا يعذبهم اللَّه وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون»، [سورة الأنفال: الآية 34] .
٢- حب الله لهم، حيث قال – تعالى-: « بلى من أوفى بعهده واتقى فإن اللَّه يحب المتقين»، [سورة آل عمران: الآية 76] .
٣- حسن العاقبة، وضمان دخول الجنة، ونيل رضا الله، وتثقيل الميزان بالحسنات.
٤- قرب المجلس من الرسول – صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، لأنهم يعتبرون كاملي الإيمان.
٥- الوصول إلى منزلة عالية في الدين.
٦- نيل محبة الناس في الدنيا.
٧- الشعور ببركة العمر.
8- بسط الرزق، وتورية سوآت الإنسان.
ثمرات يجنيها أهل التقوى
إذا اجتهد المسلم في التقرّب من الله -سبحانه- وقد رنا إلى حقيقة التقوى التي ترضيه، فإنّه لا شكّ نال ذلك بكرم الله ومنّته، ومن الثمرات العائدة عليه من تقوى الله:
١- حبّ الله تعالى؛ إذا قال الله سبحانه: « بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ».
٢- رحمة الله سبحانه؛ ودليل ذلك: « وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ».
٣- نيل معونة الله وتوفيقه؛ قال الله – تعالى-: « وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ».
٤- تحصين المسلم وتأمينه من كلّ ما يُخيفه ويحذره، كما أنّها درءٌ للمهالك في الدنيا والآخرة؛ قال الله -تعالى-: « وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
٥- سعة في الرزق والعطاء في الدنيا؛ قال الله -تعالى-: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ».
٦- النصر حليف المؤمنين الأتقياء؛ قال الله – سبحانه-: « إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ».
٧- العاقبة العظيمة والفضل الكبير في الآخرة، قال الله – تعالى-: « قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ».
٨- أفضل طريقٍ للتقرّب إلى الله، والتزوّد من الخير؛ قال الله -عزّ وجلّ-: « وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ».
9- – من مفاتيح قبول العمل؛ قال الله – تعالى-: « إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ».
المصدر : صدي البلد