كلف الرئيس العراقي برهم صالح أمس رئيس جهاز المخابرات السابق مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة، بعد فشل محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي في المهمة ذاتها بسبب غياب التوافق على ترشيحهما.
ولفتت الأنظار حالة نادرة من التوافق بين أغلبية القوى السياسية بالعراق على تكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة، حُرم منها المرشحان السابقان، ما يبعث على التفاؤل بخروج تشكيلة حكومية متوازنة تعبر بالبلاد خارج أزمة سياسية تعصف بها منذ بداية أكتوبر الماضي.
وبحسب قناة "الحرة"، فبالتأكيد لن تكون مهمة الكاظمي يسيرة في ظل الركود والأزمة السياسية التي يعيشها العراق منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام في الأول من أكتوبر، وما أعقبها من استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في ديسمبر الماضي.
بسبب كورونا.. البطالة في أمريكا تصل معدلات غير مسبوقة
خطر الموت.. أجهزة التنفس الاصطناعية قد تقتل مصابي كورونا بنسبة 50%
لكن اللافت في عملية تسمية الكاظمي، الذي لا ينتمي لأي جهة سياسية، هو حضور جميع القوى السياسية لمراسم تكليفه من دون استثناء، سواء تلك التي رفضت ترشيحه في السابق، بما فيها القوى الموالية لإيران، أو التي رفضت ترشيحه مؤخرا مثل ائتلاف النصر الذي ينتمي له الزرفي.
ويقول المحلل السياسي أسعد الجنابي إن الكاظمي يدير أقوى جهاز أمني في العراق ولديه مقبولية واسعة سواء داخل هذه المؤسسة، أو على الصعيدين الداخلي والخارجي".
وأضاف الجنابي أن هناك عدة معطيات ساهمت في ترشيح الكاظمي من أبرزها تغير المعادلة السياسية في العراق بعد الاحتجاجات وبالتالي فإن القوى السياسية باتت مجبورة على دعم شخصية تحظى برضا الشارع".
ويتابع أن "الكاظمي عمل في جهاز المخابرات وبالتالي لديه اتصالات ومعلومات عن جميع القوى السياسية والفصائل المسلحة، ويمتلك أيضا اتصالات داخلية وخارجية لا بأس بها، وهذا يصب في صالحه".
على أن ذلك لا يعني أن مهمة الكاظمي ستكون يسيرة، فتكليفه يأتي في ظرف حالك إذ لم يكد العراق يهدأ من أزمة الاحتجاجات الشعبية حتى أطلت أزمة فيروس كورونا برأسها.
كشف النائب عن تيار الحكمة، ستار الجابري، اليوم الجمعة، عن وجود ثلاثة تحديات أمام حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي.
وقال الجابري في تصريح صحفي، إن "الطريق أمام الكاظمي ليست معبدة وأن هنالك تحديات ستكون بعد تشكيل الحكومة"، مبينا أن"هذه التحديات هي الأزمة الصحية والاقتصادية والإعداد للانتخابات المبكرة فضلًا عن أزمات اخرى".
وأضاف أن "الكاظمي سيشكل حكومته في الأسبوعين المقبلين، أو أقل بناءً على الاجماع الوطني الذي يحظى به"، داعيًا "جميع الكتل السياسية الى دعم حكومة الكاظمي ومساندتها من أجل النجاح والعبور بالبلد من هذه الأزمات".
واعتبر الكاظمي منحه الثقة في هذه المرحلةِ الحساسة من تاريخِ العراق اختبارا وطنيا عسيرا وكبيرا، والنجاح فيها وصولا إلى الانتخابات العادلة النزيهة ليس مهمةَ فردٍ واحد بل واجبٌ على عاتقِ الجميع.
وأشار الكاظمي في أول خطاب له بعد تكليفه إلى أنّ الاقتصاد العراقي منهك والترهل الوظيفي انهك الدولة "ولذلك سنحرك عجلةِ الاقتصاد بتوسيع الاستثمارات وتنويعِ الدخلِ وتشجيعِ الصناعةِ والزراعةِ والتجارة".
ونوه إلى أنّ هناك مطالب الناس التي عبروا عنها خلال التظاهرات وقال إن "هذه المطالب هي امانة في اعناقنا، الدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في الحرب على داعش غالية، والدماء والتضحيات التي قدمها العراقيون في ساحات التظاهر للمطالبة بالحقوق غالية كذلك.. وسنحمي هذه الحقوق".
المصدر : صدي البلد