تفاصيل الساعات الأخيرة قبل غلق قرية المعتمدية ووضعها بالحجر الصحي

في الساعة 7 مساءً اصطفت عشرات من عربات الشرطة في بداية قرية المعتمدية أمام أعين "بسام" أحد سكان القرية المغلقة، سمع الشاب العشريني صوت صافرات الشرطة وهي تدوى ونورها الأزرق يسطع بأركان القرية.

انتاب " بسام" حالة من الخوف، بعد أن رأى أسطول من سيارة الشرطة في مشهد مهيب يشير لوقوع كارثة ما، وبالتقصي علم أن قريته البسيطة أصبحت تحت الحجر الصحي، بعد ظهور العديد من حالات إصابات و وفيات فيروس كورونا.

الساعة 5 عصرًا كان موعد عودة "بسام" من عمله بالعاشر من رمضان إلى قرية المعتمدية المتاخمة للكبري الدائري، وفي هذه الاثناء لم ير أي سيارة شرطة متواجدة أمام القرية ، وحين أشارت عقارب الساعة نحو الساعة 7 مساءً سماع الشاب العشريني صفارات الشرطة ليهرول إلى الشارع، ويرى عدد كبير من قوات الأمن تحاوط القرية القريبة من منطقة كرداسة وناهيا.

قبل فرض الحجر على قرية المعتمدية، استشعر "بسام" بأن قريته ستشهد تغيرًا كبيرًا بعد أن لاحظ انتشار إصابات فيروس كورونا بقريته الصغيرة التي يسكنها منذ طفولته، وفقًا لتعبيره لـ"صدى البلد".

يرى "بسام" أن زيادة الإصابات نتجت عن الإهمال الشديد من قبل أهالي القرية، بذهابهم إلى سوق المعتمدية الذي يعد أكبر الأسواق بالقرية، والذي شهد في الأيام الماضية كثافة هائلة من قبل أهالي القرية المغلقة ، بحسب وصف " بسام".

شعر الشاب العشريني بالذعر بعد أن سمع خبر وفاة أحد جيرانه ويدعى الحاج "حنفي" بفيروس كورونا، وإصابة آخر بهذا المرض الوبائي ليتملكه هو وأهل قريته حالة من الخوف والحرص، حيث توقفوا تماما عن إلقاء التحية والعناق بعد رؤيته انتشار حالات فيروس كورونا في عقر دارهم .

يحاول "بسام" بعد قرار غلق قريته أن يرتب أموره وينظم احتياجاته هو أسرته، حيث سيضطر للذهاب إلى عمله بالعاشر من رمضان في الصباح الباكر، حيث أكد له عمدة القرية أنه بمقدوره الذهاب إلى العمل، وفي حال منعه سيعود مجددًا إلى منزله.

مشهد تكدس عربات الشرطة أرهب "محمود بدوى" أحد سكان قرية المعتمدية، حيث أغلقت مداخل ومخارج القرية من 5 اتجاهات، اولهم طريق المعتمدية من ناحية ارض اللواء حتى تقاطع الدائري ، وغلق القرية من طريق شارع ناهيا من ناحية بولاق الدكرور وغلق الطريق الابيض والطرق المؤدية إلى قرية برك الخيام.

بحسب علم محمود فإن قرار الحجر على القرية سيمنع دخول وخروج ساكنيها، لذا سيضطر "محمود" التغيب عن عمله والجلوس بالبيت، حيث أعلنت المحافظة أنها ستتكفل باحتياجات القارية خلال عملية الغلق بالتنسيق مع عدد من شاب المعتمدية.

يتمنى محمود عودة الحياة إلى طبيعتها كما كانت في السابق، حيث يشعر بالقلق بشأن تفشي فيروس كورونا الذي تجلت إصابته في القرية المغلقة حاليًا.

المصدر : صدي البلد