ضياء العطيفى يكتب: التحول الرقمى والدروس الخصوصية وكورونا

دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدخول مصر عصر التحول الرقمى ومحاولات ومجهودات الدولة العديدة وآخرها جلسة التحول الرقمي ضمن فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الوطني للشباب بحضور الرئيس السيسي ووجود خمس منصات رقمية قادرة على تحمل مسئوليتها فى هذا الصدد وفى ظل الظروف الراهنة التى تمر بالعالم أجمع وليس مصر فقط – والتى لم تمر بالعملية التعليمية منذ أكثر من مائة عام وحتى أيام قريبة كانت تعقد اللقاءات المكثفة من الختصين والمهتمين بالتعليم لبحث معاناة الأسر المصرية من الدروس الخصوصية والنزيف المستمر لميزانيات الأسر والفشل الزريع فى مقاومة الدروس الخصوصية ومراكزها التى كانت منتشرة فى كل شارع وحارة وبعد تنفيذ قرارات الدولة الحازمة بمنع التجمعات وغلق كافة المراكز.
ماذا يفعل أبناؤنا الآن؟يقومون بمتابعة دروسهم الكترونيا ويبذلون الجهد دون الاستعانة بالدروس الخصوصية وخاصة طلبة الثانوية العامة.. الفرصة فى أيدينا الآن يلزم أن نتمسك بها الان -وبعد زوال غمة كرونا – والوارد أن تطول المدة نفقد فرصا هائلة ليس فقط في بناء الطاقات البشرية لخدمة دعم وتكنولوجيا المعلومات.
وقبل أن يداهم الطلاب الوقت وفى ظل وجود الطلاب بالمنازل دون الاستفادة من الوقت، فإننى أرى أن تكون هناك دراسة عاجلة يتم تنفيذها وخاصة لطلاب الكليات النظرية، سواء للطلاب أو الدارسين بالدراسات العليا بأن يتم تكليفهم بإجراء أبحاث فى المواد المقررة أو بالطريقة التى يتم الاتفاق عليها بمجلس الجامعات وأمتحانهم عن بعد الكترونيا وتحديد المطلوب فى المناهج، حرصا على الاستفادة من الوقت المهدر بعيدا عن المقررات وتداركا لتخبط الطلبة الجامعيين والدراسات العليا، وخاصة أننا خضنا هذه التجربة خلال العامين الماضيين، ولا يتم ترك الطلاب دون الاستفادة من وجودهم بالمنازل، بل ذلك سيساعد الدولة بالاستجابة بالمكوث بالمنازل واستفادة الطلاب وزيادة قدراتهم العلمية والبحثية وعدم إضاعة الوقت هباء دون الاستفادة العملية والعلمية ويأتى الوقت ويصبح أمرا واقعا يحتم اللجوء لهذه الوسيلة.
لابد من الأخذ فى الاعتبار الشرط الأساسى لنهضة مصر وقدرتها عل تعظيم الاستفادة من المزايا فى كل القطاعات وخاصة القطاع التعليمى فإن مصر تعانى نقص المهارات البشرية الللازمة لإحداث طفرة تنموية تتفق مع الاستفادة من المشروعات الكبرى وما تتيحه من فرص نمو كبيرة على مستوى محافظات مصر، وعلى الرغم من إداركنا المرتبطة برأس مال البشري في مصر ةعلي رأسها ضعف كفاءة التعليم الفني رغم المبادرات المتكررة التي تم إنفاق المليارات عليها دوي جدوي وكذلك عدم ربط التعليم باحتياجات سوق العمل ، ومع الأخذ في الاعتبار تطور الجهود التي تقوم بها الجامعات سواء من حيث عقد ملتقيات التوظيف ، فإن المستفيد من كل هذه المبادرات هي الطبقة الغنية وجزء من الطبقة المتوسطة الأعلي دخلًا وتظل الغالبية العظمة نهبا للعاظات السلبية من حيث البحث عن مصادر الدخل بصرف النظر عن المهنة و من ثم اجتذبت المهن الطفيلية كالتوكتوك ومنادي السيارات وغيرها شريحة كبيرة من المتسربين من التعليم وخريجي التعليم الفني ، ما يجعلنا نفقد فرصا هائلة ليس فقط في بناء الطاقات البشرية لخدمة دعم التنافس الاقتصادى والعلمى وتكنولوجيا المعلومات ، بل أيضًا يرفع الوعي الثقافي الذي يعد ركيزة أساسية للأمن القومي.
ولدينا فرص هائلة لتصحيح هذه الأوضاع باستخدام مراكز الشباب والأحزاب و الأحياء لمحاولة جذب هؤلاء الشباب لبناء مستقبل وظيفي يعتمد علي إتاحة فرص عمل مهن محددة مطلوبة فيسوق العمل ةتدريبهم فيها ثم توجيههم لهذه المهن ، والحقيقة أن لدي تجربة في ذلك أجد الكثير من الصعوبات ولكن الحمد لله أحقق بعض النتائج الإجابية ، وقد تكون هناك تجارب أخري ناجحة ولكن الأمر يحتاج إلي رؤية قومية وتحرك علي مستوي الدولة ، وقد تكون هذه الفرصة جيدة للتواصل مع الشباب وتقديم أمل لهم للمستقبل عن طريق فرص حقيقية من خلال تحديدالميول والمتطلبات والتوجيه ويمكن أن يتم ذلك بالتواصل الإجتماعي لبناء قاعدة بيانات عن راغبين في فرص عمل وكيفية توجيههم مع فرص العمل المطلوبة في المصانع مع تحديد فجوة المهارات وكيفية مواجهتها من خلال التدريب المكثف الذي يخضع للمتابعة والتقويم بما يكفل بالفعل بناء رأس المال البشري الذي يعد دعامة أساسية للنمو .
إن استثمار فترة مواجهة فيروس كوونا ومتطلبات العمل عن بعد في التجهيزوالإعداد يحتاج لرؤية وتضافر الجهود ، وهناك دلائل إيجابية في تحقيق التنسيق والتكامل بين الحكومة والمجتمع المدني يحتاج لمزيد من العمل والتنسيق والتكامل لمواجهة الأزمة والخروج منها بمشيئة الله لانطلاق الاقتصاد المصري لآفاق كبيرة.

المصدر : صدي البلد