ما الحشرة التي تكلمت في القرآن؟.. تعرف عليها

الحشرة التي تكلمت في القرآن.. الحشرة التي ذكر القرآن الكريم أنها تكلمت هي النملة، وذلك حين خافت على جماعتها في وادي النمل، من أن تدوسهم أقدام سليمان -عليه السلام- وجنده الذين معه.

فخاطبتهم سيدنا سليمان – عليه السلام- ات ويجب أن يسارعوا إلى النجاة بدخول مساكنهم، وفي ذلك يقول المولى -سبحانه- في سورة النمل: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).

وذهب بعض أهل التفسير إلى أنّ وادي النمل كان بناحيةٍ في بلاد الشام.

اقرأ أيضاً // ظهور المهدي المنتظر.. على جمعة يحسم الجدل

المستفاد من خطاب النملة
أخرج أهل التحقيق من قصّة النملة وخطابها لقومها الكثير من الدروس والعِبر، منها أن فردًا صاحب همةٍ، يستطيع أنْ ينقذ أمّةً كاملةً، وأن يحرص المرء على مصلحة الجماعة أكثر من حرصه على مصلحته الشخصية.

كما يُستفاد من القصّة ضرورة الانشغال بالجهد، بعيدًا عن التنظير وتوقّع النتائج، وأن المطلوب من الفرد تقديم الحلول العملية، لما يحسّ أنّه خطرٌ يهدّد المجتمع في أمنه وسلامة أفراده.

كما يجدر بالمرء أنْ يُحسن الظن بالآخر، إذا توفّرت قرائن ذلك؛ فقد التمست النملة العذر لسليمان -عليه السلام- وجنده، باحتمال دوسهم وادي النمل دون قصدٍ أو شعورٍ.

اقرأ أيضا // علامات الساعة .. إذا ظهر هؤلاء الخمسة رجال فاعلم أنك في آخر الزمان

حكم قتل النمل
جاء في رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (نَهَى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- عن قَتلِ أربعٍ منَ الدَّوابِّ، النَّملةِ، والنَّحلَ، والهُدهُدِ، والصُّردِ).

وذهب بعض أهل العلم إلى أنّ المراد بالنمل في الحديث السابق، والذي يحمل النّهي عن قتله، هو النمل الكبير؛ فهو قليل الضرر، وذهبوا إلى جواز قتل النمل الصغير، غير أنّ الإمام مالك -رحمه الله- كره قتل النمل عمومًا، باستثناء الضار منه، شريطة ألّا يمكن دفعه إلّا بالقتل.

وأجاز بعضهم قتله بسبب الإيذاء، دون اشتراط الإمام مالك الأخير، كما ذهب أهل العلم إلى حُرمة القتل بالنار، لورود النص بتحريم ذلك.

اقرأ أيضاً // إذا انتصف شعبان لا تصوموا.. على جمعة يوضح حقيقة الأمر

جدير بالذكر أن النملة هي حشرةٌ من رتبة غشائيات الأجنحة، لها ست أرجلٍ، صغيرة الحجم لكنها منتظمة الفعل، متعاونةٌ، وتمثل عشرين بالمئة من الكائنات الحية على الكرة الأرضية.

و تعد النملة من أطول الحشرات عمرًا، وتتعدد أنواعها إلى عشرين ألف نوعٍٍ منتشرٍ في جميع أنحاء العالم، أغلب النمل من صنف العاملات، تحكمهن ملكةٌ وظيفتها وضع البيض، وتنحصر وظيفة ذكور النمل على التزاوج وبعدها يموت مباشرةً، ويعيشون جميعهم في مستعمرة، كما يبني النمل أعشاشه على عمق عشرة أمتارٍ، حيث الحرارة المناسبة طوال السنة.

اقرأ أيضا // هل الأمراض والأوبئة من علامات الساعة؟

في سياق متصل، ذكرت مختلف الأنواع من الحيوانات في القرآن الكريم في قصص نأخذ منها العبرة، وقد ترافق ذكر الحيوان مع الأنبياء أحيانًا، ومن هذه الحيونات:

الغراب

ذكر الغراب في قصة قتل قابيل أخاه هابيل أبناء آدم عليه السلام، وذكر في فقال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾، الآية 31 سورة المائدة.

فبعد أن قتل قابيل أخاه وكان أول من تأتيه المنية على الأرض ولم يكن الدفن فعلًا معروفًا آنذاك جاء الغراب ليحفر في الأرض أمامه ويدفن غرابًا آخر، وهكذا علم البشري كيف يواري جسد الميت.

البقرة
ذكرت البقرة في القرآن الكريم في أكبر سورة والتي سميت باسمها، وكانت البقرة هي إجابة النبي موسى عندما سئل عن قاتل مجهول، فأجاب بنو إسرائيل أن اذبحوا بقرة ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ فجادل بنو إسرائيل وطلبوا وصفًا دقيقًا للبقرة ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾، مع أن أي بقرةٍ كانت ستفي بالغرض ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ﴾ لكنهم يكثرون السؤال ما لونها ما شكلها.

فنزلت الآيات الكريمات تصف بقرةً بالتحديد تظهر صفاتها في الآيات الكريمة ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾، وألحّوا بالوصف فقال لهم ﴿ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ ﴿ بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا﴾؛ فما إن ذبحت البقرة حتى علم بنو إسرائيل سر جريمة القتل وكانت هذه إحدى معجزات سيدنا موسى.

اقرأ أيضا // لماذا حرم النبي قتل الضفدع؟.. معلومات لا تعرفها عن أصوات الضفادع

الذئب
في قصة سيدنا يوسف خاف يعقوب على يوسف من الذئب إن ذهب للرعي ﴿إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ لكنهم واجهوه بالحجة فهم كثر فكيف سيصل الذئب إلى أخيهم؟ ﴿ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾، لكنهم بعد ذلك جاؤوا أباهم عشاءًا يبكون ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾ واتهمو الذئب بدمه ظلمًا ﴿وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ﴾ .

ووضعو على قميصه دمًا كاذبًا وألقوه إلى والدهم بأنّ هذا قميص يوسف انظر كيف أدماه الذئب، لكنهم نسوا أنّ للذئب أسنانًا كانت لتمزق القميص قبل أن تصل إلى لحم المقتول لتنهشه، فالقميص كان سليمًا بلا آثار لتلك الأسنان، فعرف سيّدنا يعقوب أن ابنه ما فتك به الذئب لكنهم كادوا له، وقد ذكر هذا في سورة يوسف.

الهدهد
في قصة ملكة سبأ والنبي سليمان كان المحرّك الأول للأحداث هو طائر الهدهد، وكان في قافلة جيش سليمان يقف؛ حيث الشمس فيظلل النبي وملكه بظلّه حاميًا رأسه من حرارة الشمس، فذات يوم أصابت الشمس سليمان فتنبّه لغياب الهدهد ﴿فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾، لكن الهدهد عاد لينبّئه عن تلك الملكة التي تعبد الشمس ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾، فكان هو رسول سليمان فذهب برسالة له ألقاها في حجر الملكة لعلّها تؤمن، وكانت بعد ذلك من المؤمنين.

المصدر : صدي البلد