للنشر م. أحمد الزيات يكتب: خطه مارشال الاقتصادية الصينية

الاقتصاد العالمي يشهد ازمه اقتصاديه لم تحدث من قبل في العصر الحديث، يقف امامها خبراء الاقتصاد والمؤسسات المالية والحكومات عاجزين على احتواء الازمه الاقتصادية او خفض اثارها الاجتماعية والاقتصادية على العالم. دائما ما كان يواجه العالم أزمات اقتصاديه تتمثل في العجز في العرض او الطلب ولكن هذه الازمه تشمل عجز في العرض والطلب مما يؤدي الي فشل كل الحلول التقليدية من قبل البنوك المركزية والتحفيزات المالية من قبل الحكومات على وقف نزيف الركود الاقتصادي. الاقتصاد العالمي دخل مرحله الركود الاقتصادي وسوف يكون أعنف من الركود الاقتصادي ٢٠٠٨ ويوجد عدد من التخوفات من قبل المؤسسات المالية والاقتصادية الي الدخول في مرحله كساد اقتصادي في حاله عدم السيطرة على وباء كوفيد ١٩.
شهد العالم اكثر من ٣٠ ركود عالمي منذ عام ١٨٥٠ ويعتبر عام ١٩٢٩ هو الأصعب في تاريخ البشرية ( الكساد العظيم )، ولكن الازمه الحالية من المحتمل ان تتخطي الازمه الاقتصادية الحالية الكساد العظيم وفقا للعديد من المؤشرات الاقتصادية في حاله عدم السيطرة علي انتشار وباء كوفيد ١٩ علي المدي القريب، من الصعب حاليا تحديد حجم خسائر الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي ولكن كافه التقديرات تشير الي خسائر بمئات المليارات وافلاس العديد من الشركات وخساره اكثر من ٢٥ مليون وظيفه في العالم مما يدفع الاقتصاد الي مزيد من الركود، وسوف تتغير الخريطه الاقتصادية العالمية بعد انتهاء وباء كوفيد ١٩ وخلق عالم جديد اقتصاديا واجتماعيا.
مشكله الديون العالمية سوف تعمق من الازمه الاقتصادية حيث بلغت حجم الديون العالمية أكثر من ثلاثة اضعاف الناتج القومي العالمي وسوف تدفع مشكله الديون العالمية الي افلاس الشركات وفقد الوظائف، العالم في سباق مع الزمن من اجل السيطرة على انتشار وباء كوفيد ١٩ وفي حاله عدم السيطرة على الوباء خلال الشهر الحالي من الممكن ان نشاهد انهيار اقتصادي لعدد من الدول وانخفاض المؤشرات الائتمانية لتلك الدول.
من المتوقع ان تمارس الصين نهج السياسة الاقتصادية التي مارستها الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية (خطه مارشال الاقتصادية وتفرض الصين هيمنتها الاقتصادية على الاقتصاد العالمي وسوف يساعدها على ذلك الركود الاقتصادي في كافة دول العالم وضعف الاتحاد الأوربي وكساد الاقتصاد الأمريكي. وعلى الجانب الاخر الأسواق الناشئة سوف تكون لاعب أساسيا في خريطه العالم الاقتصادية بعد نهاية وباء كوفيد ١٩، ومصر من أقوى الدول الناشئة خلال السنوات الأخيرة وتمتلك العديد من الامتياز التي سوف تساعدها على التعافي سريعا من الازمه الاقتصادية الحالية وسوف تجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية من العالم الاقتصادي الجديد.
خطه مارشال الصينية سوف تركز على الانهيار الاقتصادي للعديد من دول العالم وضعف صندوق النقد الدولي والركود الاقتصادي بالولايات المتحدة، مما يدفع دول العالم الي طلب المساعدة من الصين للمساعدة في اعاده بناء الاقتصاد. ازمه سلاسل التوريد الغذائية بدايه انكشاف ضعف الاقتصاد العالمي على تآمين الغذاء للعالم وسوف تساهم الصين في سد الفجوة بين العرض والطلب ولكن سوف تفرض شروطها الاقتصادية على العالم وخلق عالم اقتصادي جديد.

المصدر : صدي البلد