لحظات بين الحياة والموت وحيدا.. كيف يحارب مستشفى أمريكي كورونا بلا دروع؟

داخل حجرة طوارئ واحدة، خلال 40 دقيقة فقط، رحل 6 مرضى بسبب السكتة القلبية، بين دقيقة وأخرى تسمع نظام الإنذار ينادي الأطباء بسرعة لإنقاذ حياة أحد المرضى عبر منحه تنفس صناعي سريع، قد تعتقد لـ لحظة أنك داخل ساحة حرب.
إنها ليست فوضى، ولا عدم نظام، بل أنه الجحيم الذي تسبب فيه فيروس كورونا المستجد داخل أروقة المستشفيات الأمريكية، كما تقول جولي إيسون، متخصصة العلاج التنفسي إلى سي إن إن: "إنهم مرضى للغاية، نفقدهم بسبب فقدان ضربات القلب بشكل مفاجئ".
يتحول المريض في لحظة إلى عداد الاموات، عقب لحظات من حديث يدور معك، بسبب الفيروس القاتل، هكذا يفعل فيروس كورونا في الالاف داخل الولايات المتحدة والعالم أجمع.
تجولت شبكة "سي ان ان" الأمريكية داخل أروقة المستشفى الجامعي في بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية، حيث يعاني جميع المرضى داخل المستشفى من فيروس كورونا المستجد.
تقول "سي ان ان" إن 25% من المصابين بالفيروس الذين جاءوا إلى المستشفى قد توفوا، يضيف لورنزو بالادينو، دكتور الطوارئ في المستشفى: "لا يوجد مرضى بكسر في العظام أو فيروسات المعدة هذه الأيام. يرى هؤلاء الأطباء فقط الأشخاص الذين يكافحون من أجل القدرة على التنفس لأنهم أصيبوا بالفيروس الذي تسبب في حدوث جائحة بجميع أنحاء العالم ويتجه الآن إلى ذروته في مدينة نيويورك".
وقال طبيب اخر: "إن المزيد من المرضى يأتي كل لحظة، الأمر لا هوادة فيه".
وذكر أحد العاملين في المستشفى أن هناك ما يقرب من 400 شخص تم قبولهم للعلاج من كورونا في المستشفى، 90% منهم تجاوزا الـ 45 عاما، و60% من هؤلاء تجاوزا الـ 65 عاما، إلا أن هناك طفل يبلغ من العمر 3 سنوات داخل الطوارئ بسبب نفس الفيروس.
يحاول طاقم الأطباء والتمريض المتواجد داخل المستشفى البقاء هادئين وهم يحاولون إنقاذ حياة شخض مسن لا يستطيع التنفس، وذلك في نفس الوقت الذي تستمر فيه أجهزة الإنذار في إطلاق صافرتها.
"أعتقد أن الجزء الأصعب بالنسبة للتمريض هو أننا نتطلع إلى تحسين حياة المرضى، من الصعب مشاهدة المرضى يعانون بدون أحبائهم بجانبهم"، هكذا علقت شيريل رولستون، ممرضة داخل الطوارئ في المستشفى، حيث قال لها ابن مريض لديها: "والدي قارب على 80 من عمره، أنني أعلم أنه سوف يرحل، لكن المحزن أنه سيرحل وحيدا".

المصدر : صدي البلد