أول طبيب في الإسلام.. إليك أبرز 10 معلومات عنه

أول طبيب في الإسلام.. محل بحث الكثيرين؛ فقد أنتج التاريخ الإسلامي علماء كثر وأطباء أجلاء، ستظل أسمائهم محفورة في كتب التاريخ بحروف من نور، ومنهم أول طبيب في الإسلام.

أول طبيب في الإسلام .. هو الحارث بن كلدة الثقفي، وهو أبو وائل ابن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي.

ولد الحارث بن كلدة في مدينة الطائف قبل نزول الدعوة ونشأ فيها، وعند بلوغه واشتداد عوده سافر إلى أغلب بلاد الجزيرة العربية ليتعلم الطب.

ودخل أول مدرسة طبية في اليمن؛ حيث كانت أول مدرسة تعلم العلوم الطبية، ومن خلالها عَرف معنى الداء والدواء.

وتعلم العزف على العود حتى دخل بلاد فارس، وازدادت علومه فيها حتى أصبح الطبيب الخاص لكسرى حاكم الفرس.

عاصر الحارث بن كلدة الرسول عليه السلام في أواخر حياته، وكان الحارث بن كلدة زوج خالة الرسول، كما عاصر عهد أبو بكر بعد توليه الخلافة.

قبل وفاة الرسول أمر الحارث بمداواة سعد بن أبي وقاص، فخلط الحلبة مع التمر وأطعمها لسعد حتى شفي.

و تعددت أعمال الحارِث بحيث كانت مُهمته الأولى هي جمع العلوم الطبية وتحسينها وتطويرها، حتى قام بأخذ العلوم غير المعربة وتَرجمها الى العربية.

ولم يقتصر في عِلمه فقط على الطِب بل وأيضًا على العلوم العَسكرية، ففي معركة القادسية استعان به جيش المُسلمين بقيادة المُثنى بن حارثة لخبراته الواسعة في بِلاد الفُرس.

كما اشتهر الحارث بفصاحة اللِسان وتميز بالفِطنة والحِنكة والذكاء، وقد ذَكر المُؤرخون قصة المُحاججة بين كِسرى والحارث، والتي أجاب فيها الأسئلة التي وجِهت إليه.

ومن شدة إعجاب كبير الفرس به عينه كطبيب خاص له.

لم تذكر المراجع ولا المؤرخون سبب وفاته، ولكن هناك روايات تقول على أنه توفي بسبب طعام مسموم قدمته له امراة يهودية في العام الثالث عشر الهجري.

في سياق متصل، كان للصحابيات -رضي الله عنهن- دور عظيم في خدمة الدعوة الإسلاميّة، وخدمته بالكثير مما يحتاج من أعمالٍ وخبراتٍ، ومن بين تلك المجالات مجال الطب والتمريض، الذي كان لعدد من الصحابيّات الكريمات دورٌ عظيمٌ في خدمة المسلمين عن طريق إتقانهنّ لهذه الأعمال.

أول طبيبة في الإسلام
من أبرز الصحابيات اللواتي مارسن هذا العمل رفيدة بنت سعد الأسلميّة -أول طبيبة في الإسلام-.

وهي رُفيدة بنت سعد، وقيل كُعيبة بنت سعد الأسلميّة، وقيل الأنصاريّة.

بايعت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على الإسلام واعتنقته بعد الهجرة النبويّة.
شهدت مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- غزوتَي الخندق وخيبر.
وكانت ذات علم، ومُجيدة للقراءة والكتابة، وصاحبة مالٍ وجاهٍ.
كانت تنفق مالها على عملها في التّطبيب والتمريض، فكانت بذلك واهبةً لمالها وجهدها ووقتها في سبيل الله تعالى، وخدمة مرضى المسلمين وجرحاهم.

وكان لرُفيدة -رضي الله عنها- خيمة طبيّة في المسجد، يُنقَل إليها الجرحى فتداويهم فيها، لتكون خيمتها هذه بمثابة أوّل مستشفىً ميدانيٍّ في الإسلام.

وأوردت الروايات أنّ الصحابيّ الجليل سعدًا بن معاذ -رضي الله عنه- حين أُصيب في غزوة الخندق، أمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأن يُحمَل سعدٌ إلى خيمة رفيدة -رضي الله عنها- في المسجد لتعالجه وتداوي جرحه، كما جاء في الرواية: (لمّا أُصيبَ أَكحُلُ سعدٍ يومَ الخندقِ فثقُل حوَّلوه عند امرأةٍ يُقال لها: رُفَيدةُ، وكانت تُداوي الجَرحى، فكان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا مرَّ به يقول: كيف أمسيتَ؟ وإذا أصبحَ قال: كيف أصبحتَ؟).

ونظرًا للدور العظيم الذي قامت به رفيدة -رضي الله عنها- قسم لها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من غنائم غزوة خيبر، وجعل لها سهمًا كما سهم المقاتل من الغنيمة؛ تكريمًا لها وتقديرًا لدورها الذي تعدّى نفعه المجاهدين وعامّة المسلمين.

اقرأ أيضًا: أول داعية في الإسلام.. صحابي وصفه المؤرخون بأعطر أهل مكة

و لم تكن رفيدة الأسلمية وحدها من تقوم بهذه المهمة الجليلة، حيث شاركت عدد من الصحابيات في هذه المهمة وإن كان بشكل آخر.

ومن هذه الصحابيات سمية بنت الخياط- أول شهيدة فى الإسلام-، حيث تعرّض المسلمون في أول أيام الدّعوة للظلم والتعذيب الشّديدين لثنيهم عن التوحيد والإيمان، وكان ممّن ثبت على مبدئه سميّة بنت الخيّاط حتى لقيت وجه الله -تعالى- شهيدةً في سبيل ذلك.

وهي سميّة بنت خيّاط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة، امرأة تمتّعت برجاحة العقل، كانت في خدمة سيّدها حين جاء ياسر من اليمن باحثًا عن أخٍ له كان قد أتى مكّة ثمّ انقطعت أخباره لكنّهم لم يجدوه حيث طلبوه.

فعاد إخوة ياسر إلى اليمن، لكنّ ياسرًا فضّل العيش في مكّة واستقرّ فيها، وكان يجب على مَن أراد أن يسكن مكّة من خارجها أن يكون في جوار أحدٍ من السادات.

فنزل ياسر بجوار أبي حذيفة وهو سيّد سميّة، فتزوّجها ياسر ورزقوا بعمّار وعبد الله، والحريث الذي توفّي قبل البعثة، وكانوا مُخلصين جدًّا لسيّدهم وعائلته، فأحبّهم وأعتق ابنهم عمار إكرامًا لهم.

وبعد وفاة أبي حُذيفة انتقلت أمّ عمار وابنها عبد الله مملوكين لورثته من بني مخروم، وبقيت العائلة على هذا الحال، حتى ظهر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بدين التوحيد الذي ساوى بين الناس، وجعل التقوى هي معيار التفضيل الوحيد بينهم.

ولم يتردّد عمار بن ياسر في إعلان إسلامه وانضمامه إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- فأعلن إسلامه في دار الأرقم أمام الرسول – صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ عاد إلى أمّه بخبر إسلامه، وحدّثها أنّ الدين الجديد يقوم على العدالة والمساواة بين الناس حيث لا فضل لإنسان على أخيه إلّا بالتقوى.

فاستبشرت سميّة بهذا العدل والدين خيرًا كثيرًا حتّى أسرعت بالذهاب إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- معلنةً إسلامها ولقّنها كلمة التّوحيد، حتى كانت من أوائل السابقين إلى الإسلام إذْ كانت من أوّل سبعة دخلوا الإسلام مع رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-.

و كانت أخبار إعلان الناس إسلامهم تشقّ كثيرًا على سادات قريش عمومًا، وأسياد سمية وعمار من بني مخزوم خصوصًا، فكانوا يقاومون دعوة التوحيد بكلّ وسعهم، فبدأوا بتعذيب هذه المرأة ليُرجعوها عن دينها عُنْوةً، لكنّها رفضت رفضًا قاطعًا وثبتت على مبادئ دينها الجديد، بشكلٍ لم يتوقّعه ساداتها، حتى أعيتهم دون جدوى، ودفعهم ذلك إلى ممارسة أقوى أنواع الظلم والاضطهاد بحقّها حتّى لا يدعوا لها مجالًا إلّا العودة عن الإسلام.

اقرأ أيضًا:

علامات الساعة .. إذا ظهر هؤلاء الخمسة رجال فاعلم أنك في آخر الزمان

لماذا أمر الرسول بقتل الفأر؟ إعجاز علمي

لماذا حرم النبي قتل الضفدع ؟ معلومة لا تعرفها عن أصوات الضفادع

لكنّها ثبتت ثباتًا عجيبًا هي وزوجها ياسر وابنهما عمّار، وكانوا يأخذونهم إلى رمال الصحراء الحارقة ظهرًا، فيربطونهم بالأغلال ويسحبونهم عليها ويجوّعونهم ويمنعون عنهم الماء، وغير ذلك من الجلد والتعرية والسخرية والشتائم.

وكانت عائلة عمار صابرة مُحْتسبة لم يمنعها كلّ هذا عن الثبات على ما آمنوا به واتبعوه، وصحّ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه مرّ عليهم وهم يعذّبون وهو لا يملك أن يقدّم لهم أيّ شيءٍ، فكانت مواساته لهم بقوله: (صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ).

و بكت سميّة وهي تُعذّب يومًا ففرِح جلّادها وظنّها استسلمت وانهارت، ولكنّها كانت تبكي لأنّها سمعت ابنها يشتم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ويمتدح اللات والعزّى، فصحات به خائفةً أن يكون ارتدّ عن دينه ولم يستطع أن يُكمل المسير، فحلّ سيّد عمار رباطه وأطلقه فرحًا بما سمع منه من شتمه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

لكنّ عمارًا ركض إلى الرّسول وأخبره بما حصل، إذْ إنّه لم يستطع أن يحتمل ما لاقى من شدّة الضرب والجلد، فسأله الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- كيف يجد قلبه بعد ما قال، فأجابه عمار أنّه مطمئنّ بالإيمان، فلم يؤاخذه النبيّ وأعطاه الرخصة أن يعود لمثل ذلك إن وجد العذاب الشديد، وفي ذلك نزلت الآية في كتاب الله الكريم: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
و برغم التسهيل في الآية السابقة وما قال به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من جواز التلفّظ ببعض الألفاظ التي توحي للمشركين أنّ المرء تراجع عن دينه بُغْية درء شيءٍ من العذاب عن نفسه، إلّا أنّ سميّة -رضي الله عنها- لم تستخدم الرخصة، وفضّلت أن تبقى صامدة وشامخة تتحدّى جلّاديها حتى آخر رمق، فكانت هي من أتعبت مُعذّبيها.

وفي ذات مرة أقدم أبو جهل على شتمها في عِرضها، فردّت له القول بغلظة إذ لم تحتمل ما قاله لها، فعظُم سخط رجاله عليها، فربطوا إحدى قدميها ببعير، والأخرى ببعير آخر، وجاء أبو جهل فضربها بحربة في قُبُلِها فاستشهدت، فكانت أوّل شهيدة في الإسلام، وذلك في السنة السادسة للبعثة النبويّة.

المصدر : صدي البلد