قتلهما فيروس كورونا.. قصة فاطمة وطفلتها الرضيعة التى أبكت المصريين

"الوصية الأولى والأخيرة لى حين أتوفي سامحونى و واستروا عيوبي وادعوا لي بالرحمة ،وتذكروا الصحبة ولو انى أخطأت وأنسوا خطأى ،وأذكروا أجمل صفاتى،لاأعلم باى ساعه كتب لى انقباض روحى".
بهذة الكلمات كتبت فاطمة الحطاب ضحية الفيروس اللعين "كورونا" وصيتها قبل أيام من وفاتها مصابة بفيروس كورونا المستجد.
وبعدها طالبت من كل أحبابها "أهلها ،صديقتها" الدعاء لها بالشفاء هنا انهالت عليها التعليقات عن سؤالها عن صحتها ومنذ ذلك الحين تركت حسابها على الفيس بوك وتفرغت لعلاجها بعد انتقالها لحجر الصحى بمستشفي العجمى بالإسكندرية.
على الرغم من استسلام فاطمة وجنينها الذى في احشائها للعلاج بمستشفي العزل وتدهور حالتها الصحية الا ان دعوات من يعرفها ومن لايعرفها كانت تنهال يوميا عبر صفحات وجروبات التواصل الاجتماعى داعين لها بالشفاء الا ان تلقوا نبا ولادتها ووضعها لمولودة اطلق عليها فاطمة ايضا وواصبح الدعاء يشمل فاطمة الكبيرة وفاطمة الصغيرة الى ان لاقت روح فاطمة الصغيرة ربها بعد ولادتها بيومين وبعدها لحقت بها الام.ليلة بكى فيها المصريين على وفاة فاطمة الحطاب بعد اصابتها بفيروس كورونا المستجد، أطلق عليها الأخت السند والصديقة الجدعة والزوجة المحبة، كلمات أوجعت الشعب المصري بأكمله وصفات ندر وجوده في شخص في هذا الزمان، شخص أجمع على حبه واحترامه كل من تعامل معه او سمع عنه.
فاطمة ليست حالة الوفاة الاولى ولاالوحيدة بدمياط ولكن لقصتها المؤثرة والتى تابعها بعطف وتضامن كبير اهالى دمياط على مدار الاسبوعين الماضين /فكان زوجها يوثق يوميا يومياتهم في المعاناة ببوستات قصيرة عبر صفحتة الشخصية على الفيس بوك وكان يطالب الجميع بالدعاء الى "حبيبة القلب ورفيقة العمر" عكذا كان يناديها في بوستاته .
اكثر مااثر في نفوس الاهالى هو قصة فاطمة الحزينة ومعاناتها مع الفيروس اللعين فاصابها وهى حامل في شهرها السادس واثناء وجودها في الحجر الصحى بالعجمى وضعت مولودتها حيث سبقتها لمثواها الاخير مولودتها الصغيرة "فاطمة" والتى توفت بعد ولادتها بيوم واحد ولم تلبث الام قليلا فلحقت بمولودتها وتركت خلفها ثلاثة اطفال من البنين في رعاية جدتهم للام وتركت زوجها الدكتور شادى ابويوسف المصاب بفيروس كوروناوكان محجوز معاها بمستشفي الحجر الصحى بالعجمى بالاسكندرية ثم تم نقله عقب وفاة زوجته مباشرة الى مستشفي الحجر الصحى بابو قير.
تفاصيل إصابة الدكتور شادى ابويوسف وزوجته فاطمة كما يرويها ،:" منذ فترة نزل شقيق زوجتي لعمله، ورغم عدم مخالطته لأجانب نهائيًا، لكنه عاد مصابًا بارتفاع درجة حرارته، وظل أسبوعًا في المنزل يتلقى علاجًا مكثفًا، بعدما ذهب للأطباء، وتم تشخيص حالته بنزلة شعبية حادة".
ويضيف: "بعد ذلك بأسبوع تحسن شقيق زوجتي، ثم أصيبت والدته وشقيقه الثاني فجأة بارتفاع في درجة الحرارة، وتم تعليق محاليل لهما، وفي تلك الفترة كانت زوجتى "فاطمة" هي من ترعاهم وكانت حاملًا في الشهر السادس، وأجمع الأطباء على إصابة الثلاث بنزله شعبية مضيفا :" بعد ذلك ظهرت الأعراض على فاطمة "، وتمثلت في "كحة ناشفة، وضيق في التنفس"، وذهبنا إلى 4 أطباء، قاموا بتشخيص حالتها على أنها نزلة شعبية وبعد عمل الاشعات ثبت ان فاطمة مصابة بكورونا "بنسبة 90 % وعلى الفور توجهوا إلى مستشفى الصدر وتم عمل مسحة، وتم احتجاز "فاطمة"، لتظهر النتيجة إيجابية لتُنقل فيما بعد لمستشفى العزل بالإسكندرية، ويتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي، وكانت حالتها حرجة جدًا.
ويستطرد "قائلا انا من اصريت ان اصطحب زوجتى للعزل بالاسكندرية وكنت مرافقا لها وبدأت تظهر علي الأعراض بعدها بأيام، فتوجهت لمستشفى حميات الإسكندرية، وأجريت الفحوصات ليتبين إصابتي أيضًا، ونقلت للعزل بذات المستشفى وبدأت حالتي تتحسن".
وبالنسبة للمولودة فتوفت بعد ولادتها بيوم واحد على الرغم من انها ولدت سليمة وغير مصابة بفيروس كورونا اللعين.
أصدقاء فاطمة يتباكون على صفحاتهم على الفيس بوك وينعون فاطمة "يتصفونها بانها الملاك البرئ الذى اختارها المولى تعالى لتكون بجوارة واطلقو عليها"الصديقة السند والاخت الجدعه.
وبدموع من الحزن ووجع الفراق تقول اميرة عزو، من اصدقاء فاطمة المقربين، ان فاطمة كانت منذ الطفولة الصديقة والاخت والسند كانت محبوبة من جميع صديقاتها ،تزوجت وانجبت الاطفال وظلت مخلصة ووفية لزوجها واولادها ولاسرتها ،كانت حريصة على قربها من المولى تعالى وكانت معتدله وقريبة من كل احبابها تقدم يد العون لهم وقت الحاجة.
اشارت ان اول بوست كتبته فاطمة على صفحتها على الفيس بوك كانت من جملة واحدة"" من يحمل لي مثقال ذرة حب فليدعو لي" هنا بدا الخوف يتسرسب الى داخلنا كاصدقائها ارسلنا لها الكثر من الرسائل لاطمئنان عليها خاصة واننا نعلم ان لديها شقيق يعمل بميناء دمياط فخشينا وفزعنا من شبح كورونا قد يكون طالهم وبعدها بساعات وصلنا خبر اصابتها هنا تحولت صفحاتنا الى دفتر لموازرتها ومساندتها ودعمها في مرضها وحربها على الفيروس اللعين وعلى الرغم من الفزع والرعب من هذا الفيروس اللعين الا ان املنا في المولى تعالى بانه الطف واكرم بنا.
واختتمت حديثها يكفي ان المولى اختارها بعد ان ابتلها بالفيروس اللعين فصبرت واحتسبت مرضها وسخر الله لها الملايين من الشعب المصري وليس الدمياطى فحسب للدعاء لها بالرحمة والمغفرة.

المصدر : صدي البلد