نعيم الجنة.. 10 أوصاف له و هؤلاء ال 6 من المستحقين

نعيم الجنة.. وعد الله – تعالى- عباده المؤمنين أن يُدخلهم الجنة إن هم آمنوا به، وصدقوا رسله، وعملوا بما افترضه عليهم، وانتهوا عما نهاهم عنه، فهم يلقون عندئذ نعيم الجنة

؛ فيجد المؤمن عندما يتعرف على بعض من نعيم الجنة الواد من أحاديث نبوية أو آيات قرآنيةما يدفعه ويشده للطاعة.

اقرأ أيضا // هذا العمل يجعلك رفيق النبي في الجنة.. الحبيب الجفري يكشف عنه

نعيم الجنة

جاء وصف بعض من نعيم الجنة التي أعدها الله لعباده ليُحفزهم على الطاعة، و يشمل:

مكان الجنة: ذكر الله -تعالى- أنّ مكان الجنة الحالي في السماء، في منطقةٍ تسمّى بسدرة المنتهى، قال الله تعالى: (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ)، وقد بيّن كعب -رضي الله عنه- أنّ السدرة هي شجرة النبق، وأنّ موضعها على رؤوس حملة العرش، وإلى ذلك الموضع ينتهي علم الخلق، لذلك سميت سدرة المنتهى، حيث ينتهي علم الناس إليها.

أبواب الجنة: للجنة ثمانية أبواب يدخلها المؤمنون، قال الله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ).

درج الجنة ودراجتها: كما ذكرت النصوص الصحيحة أن للجنة درجات، فليس جميع أهل الجنة في درجةٍ واحدةٍ، بل يتفاضلون فيها كما كانوا يتفاضلون في العبادة، ودرجات الجنة كما هي موصوفة في كتاب الله بعضها فوق بعض، وعددها مئة درجةٍ ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض.

أنواع الجنة: أشار القرآن الكريم أنّ الجنة تختلف باختلاف أصحابها؛ فمن كان إيمانه أعلى كان له جنّة تتميز عن باقي المؤمنين، ومن أسماء الجنّة: الفردوس، وجنة عدن، وجنة المأوى.

مساكن أهل الجنة: أهل الجنة يسكنون في غرف ومساكن يُرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، وهي مبنية فوق بعضها البعض.

الجنة فيها أنهار وعيون متنوعة: من نعيم أهل الجنّة أنّ الأنهار تجري من بين أيديهم، وتنبع العيون من تحتهم، وهي أصناف مختلفة فمنها أنهار الماء الصافي العذب، واللبن المُصفّى الذي لا يتغيّر طعمه، والعسل النقيّ، والخمر الذي لا يُسكر، بل فيه اللذّة لمن يشربه.

لباس أهل الجنة: يتحلّى أهل الجنّة، ويلبسون الحرير، ويكتسون الذهب، وبعض ثيابهم كذلك مصنوعة من السندس والإستبرق، أجود الأنواع منهما، ولهم خيام يتنعمون فيها، وتجري من تحتهم الأنهار، و أهل الجنة لهم خُدّام يخدمونهم، من الصبيان والولدان.

نساء أهل الجنة: يتزوّج أهل الجنّة رجالها بنساءٍ من الحور العين لهنّ من الصفات الحسنة البهية ما يخلب العقول والألباب، وجمالهنّ لا يقتصر على الجمال الظاهريّ فقط، بل تعدّى ذلك إلى الجمال الباطنيّ، فهنّ جميلات الصفات الخَلقية، وجميلات بأخلاقهن وصفاتهنّ الخُلقية.

يلتقي أهل الجنّة بين بعضهم البعض، ويتذاكرون فيما بينهم أخبار الحياة الدنيا، كما يذكرون نعمة الله عليهم وفضله، فيشكرونه على ذلك، ويرون الاختلاف الجوهري بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة المشبعة بالنعيم واللذّة والسعادة.

طعام أهل الجنة: جاء بيان طبيعة طعام أهل الجنّة ووصفه، وأنّه من شتّى أنواع اللحوم والفواكه، وممّا طاب من الأطعمة، والأشربة، واللبن الذي لا يفسد، والعسل المصفّى، والخمر الذي لا يُسكر، ولحوم الطير، أمّا الآنية التي يأكل بها أهل الجنّة، والكؤوس فمن الذهب والفضة، وهي مزخرفة مزينة.

ففي الجنّة عدة أنواع من الطعام والشراب، وجاء ذِكر العديد منها في القرآن الكريم، فقال الله – تعالى-: (وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ)، وقال أيضًا: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ).

وقد ورد في القرآن الكريم أنّ من طعام أهل الجنّة اللحوم، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ)، ومما أعد الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين في الجنّة: أنهار من العسل المُصفّى، وأنهار من اللبن، وأنهار من الخمر؛ فقال: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى)، وخمر الجنّة هو خمر خالٍ من الآفات والعيوب والمفاسد؛ فهو يختلف اختلافًا كليًّا عن خمر الدنيا، فقد قال الله تعالى: (يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ*بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ*لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ).

وقد وردت في السُّنة النبويّة المُطهَّرة عدّة أحاديث صحيحة عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- ورد فيها ذكر طعام أهل الجنّة وشرابهم، ومن ذلك ما ورد بخصوص أوّل طعام يتناوله أهل الجنّة؛ وهو زيادة كبد الحوت، فبعد العرض والحساب وبعد دخول المؤمنين إلى الجنّة، تُعرَض عليهم زيادة كبد الحوت ليأكلوها وبذلك تكون أوّل طعام أهل الجنّة.

وممّا ورد في طعام أهل الجنّة هذا ما رواه الإمام البخاريّ في صحيحه، عن الصحابيّ الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (تكونُ الأرضُ يومَ القيامةِ خبزةً واحدةً، يتكفَّؤُها الجبَّارُ بيدِه كما يكفأُ أحدُكم خبزتَه في السَّفرِ، نُزُلًا لأهلِ الجنَّةِ، فأتَى رجلٌ من اليهودِ فقال: بارك الرَّحمنُ عليك يا أبا القاسمِ، ألا أُخبِرُك بنُزُلِ أهلِ الجنَّةِ يومَ القيامةِ؟ قال: بلَى، قال: تكونُ الأرضُ خُبزةً واحدةً، كما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنظر النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إلينا ثمَّ ضحِك حتَّى بدت نواجذُه، ثمَّ قال: ألا أُخبِرُك بإدامِهم؟ قال: إدامُهم بالامُ ونونٍ، قالوا: وما هذا؟ قال: ثورٌ ونونٌ، يأكُلُ من زائدةِ كبدِهما سبعون ألفًا)، ويُقصَد بالنون هنا الحوت.

اقرأ أيضا // على جمعة يكشف عن ٦ مكآفات ربانية لمن استبدل العمرة بمساعدة المحتاجين

أهل الجنة
ذكر الله -تعالى- صفات من يستحقّ الجنّة من الناس، وبيّنهم وفصل في أصنافهم، وذلك من خلال الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الصحيحة، وفيما يأتي بيان بعض أصناف أهل الجنّة:

المتّقون: والمتقون هم الذين آمنوا بالله تعالى، وراقبوه في أنفسهم، وفي أفعالهمن فامتنعوا عمّا نهى عنه، وفعلوا ما أمر به، ويتقون من عذاب الله بالعمل قبل القول، حتى وصلوا إلى درجة التقوى، قال الله – تعالى- : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).

الصادقون: فأهل الصدق يدخلون الجنة، ويتنعمون فيها، قال الله – تعالى-: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

أهل الطاعة: فأهل الطاعات والأعمال الصالحات من بين أهل الجنّة الذين يتنعمون فيها، قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).

التائبون: فالله -تعالى- وعد الذين تابوا ممّا عملوا من الأعمال السيئة، وأنابوا إلى الله بالتوبة النصوح بالجنة يتنعمون فيها، فالتوبة تجبُّ ما قبلها، وتنفي السوء عن صاحبها، قال الله تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ).

الأبرار: وهؤلاء أعلى درجة من غيرهم من أهل الجنّة؛ لشدّة إيمانهم بالله وقُربهم منه، ولشدة فعلهم للطاعات بشكل أكبر من التائبين والطائعين، قال الله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا).

المقربون: وهم من اصطفاهم الله تعالى، وفضّلهم على سائر الخلق؛ لحُسن أخلاقهم، أو لأسباب أخرى فيهم، قال الله تعالى: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ*فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ).

مفهوم الجنة وأسماؤها
الجنة في اللغة هي البستان، وفي الاصطلاح هي الاسم العام المتداول للمقر الذي أعدّه الله لعباده المؤمنين، وما شملت من أشكال النعيم واللذة والفرح والسرور والطمأنينة، وهي الدار التي أعدها الله لأهل طاعته تكريمًا لهم يُخلّدون فيها بشبابهم، وهي هدف كل مؤمن؛ فمن أجلها تُترك الملذّات وتُقاوم شرور النفس ووساوسها.

ولها اسم واحد إذا ما قُصد به ذاتها، وعدة أسماء إذا ما قُصد به الصفات، ومن هذه الصفات: دار السلام ودار الخلد ودار المقامة وجنة المأوى، وكذلك جنات عدن والفردوس وجنات النعيم ومن أسمائها أيضًا، المقام الأمين ومقعد صدق.

المصدر : صدي البلد