وفاة 80% من مرضى كورونا الذين تم وضعهم على جهاز التنفس الصناعيإصابات كورونا في نيويورك وحدها تتخطى مثيلتها في جميع دول العالممستشفيات أمريكية تلجا إلى السوق السوداء لشراء معدات طبيةالولايات المتحدة تعاني من نقص عدد الأطباء بالنسبة لعدد السكان
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا جديدا أكدت فيه أن وضع المرضى المصابين بفيروس كورونا التاجي على أجهزة التنفس الصناعي بشكل مبكر قد يسبب ضررًا للمرضى أكثر من النفع.
وفي مدينة نيويورك، توفي ما لا يقل عن 80 % من مرضى كورونا الذين تم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي، كذلك الوضع في الصين وإيطاليا حيث لم يتأكد الأطباء من سبب ارتفاع معدلات الوفيات للمرضى الذين تم وضعهم على أجهزة التنفس.
وأصبحت ولاية نيويورك الأمريكية الآن، عاصمة فيروس كورونا المستجد في العالم، بالنظر لما سجلته من حالات إصابة بـ كوفيد 19 أكثر من أي دولة أخرى خارج الولايات المتحدة.
وبحسب وكالة "سبوتنيك"، طالب عاملون في مجال الرعاية الصحية بالولايات المتحدة يوم الجمعة بتوفير المزيد من الأدوات والمعدات الوقائية لمواكبة تزايد عدد المرضى، في حين صارت بعض المستشفيات في مدن نيويورك ونيو أورليانز وديترويت على شفا عدم القدرة على استيعاب المرضى مع تصاعد عدد حالات الإصابة بالفيروس.
ويشعر الأطباء بقلق بشكل خاص من نقص أجهزة التنفس والآلات التي تساعد المرضى على التنفس، وهي مطلوبة على نطاق واسع لأولئك الذين يعانون من فيروس كورونا المستجد شديد العدوى.
وقال أطباء في منطقة نيويورك إنهم اضطروا إلى إعادة تدوير بعض المعدات الوقائية بل واللجوء إلى موردي السوق السوداء.
وتحدث الطبيب ألكسندر ساليرنو من مركز (ساليرنو ميديكال أسوشيتس) الطبي في شمال ولاية نيوجيرسي عن سعيه عبر "وسيط" لدفع 17000 دولار لشراء أقنعة ومعدات حماية أخرى، كان ينبغي أن تبلغ تكلفتها حوالي 2500 دولار، واستلامها في مستودع مهجور.
وقالت ممرضات في مستشفى (جبل سيناء) في نيويورك إنهن يبقين أقنعة التنفس (إن-95) والأقنعة المستخدمة أثناء العمليات الجراحية وغيرها من المستلزمات، المعرضة للسرقة إذا تركت دون مراقبة، في أماكن مغلقة أو يخفينها.
ونقلت صحيفة "البيان" الإماراتية عن خبير العلاقات الدولية ماك شرقاوي أن جائحة فيروس «كورونا» كشفت ضعف النظام الصحي في عدد من دول العالم، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعاني بشكل كبير في الوقت الراهن، لا سيما في ولاية نيويورك، رغم ما تملكه من إمكانات هائلة كونها أكبر اقتصادات العالم، على حد قوله.
وأوضح أن أزمة فيروس كورونا عرّت الكثير من السياسيين في مختلف أنحاء العالم، حتى في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الأزمة أوضحت للشعب الأمريكي أن لديه نظامًا صحيًا هشًا وضعيفًا جدًا. وأضاف: «هناك قصور شديد في النظام الصحي بالولايات المتحدة، وهذا ما نبهت إليه أزمة كورونا، ذلك أن نحو ما يزيد على 325 مليون أمريكي يخدمهم أقل من مليون سرير رعاية في المستشفيات الأمريكية، وهذا يحدث في أكبر قوة اقتصادية في العالم، فما الحال بالنسبة لدول أخرى؟».
ولفت شرقاوي إلى أن الشعب الأمريكي تنبه أيضًا لحجم أرباح شركات الأدوية وشركات تقديم الخدمات الصحية، مقابل وجود نظام صحي بهذه الهشاشة، ما أثبت عمليًا أن هناك أمورًا خاطئة وقصورًا كبيرًا، لا سيما عندما لا يكون هناك مخزون مناسب لمعدات السلامة وحماية الأطباء والعاملين بالنظام الصحي ككل، واصفًا ذلك بـ«الكارثة».
ونوّه شرقاوي باضطرار الأطباء لكسر البروتوكولات الأمريكية الخاصة بالصحة، واستخدام أدوات الحماية «القفازات والكمامات» على مدار اليوم، على رغم أن البروتوكولات تقضي بالتخلص منها بعد كل حالة، معرجًا إلى الحديث عن الأزمة الهائلة، التي تواجهها نيويورك، في خطٍ متوازٍ مع زيادة متسارعة ومخيفة في عدد حالات الإصابة في الولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة "القبس" الكويتية، كما تتخلف الولايات المتحدة في عدد الأطباء مقارنة بعدد السكان بنحو 2.6 طبيب لكل 1000 نسمة. وذلك مقارنة بنحو 4.3 في ألمانيا و4 في إيطاليا، حيث اضطرت المستشفيات إلى إقامة خيام قابلة للنفخ على أرضياتها والمرضى متزاحمون في الممرات.
وتقول جيسيكا بيل، التي تساعد في تجميع مؤشر الأمن الصحي العالمي لمبادرة التهديد النووي «لدى الولايات المتحدة إمكانيات تشخيصية ممتازة، لكن يكمن القصور في الوصول للرعاية الصحية، خاصة للعاملين في الرعاية الصحية أنفسهم».
ومن بين عوامل التوتر في الولايات المتحدة، بحسب خبراء، التغطية التأمينية القاصرة، فنحو 18 مليون أمريكي لم يكن لديهم التأمين في عام 2018، وفقًا لمؤسسة «كايسر فاميلي«، وكثير ممن لديه تغطية قد يكافح من أجل دفع مساهماتهم في العلاجات الباهظ.
ووافقت شركات التأمين الأمريكية على تغطية تكاليف الفحص، لكن قد يتكلف الشخص غيرالمشمول بالتأمين آلاف الدولارات في اليوم الواحد إذا دخل المستشفى إثر إصابة بالمرض.
المصدر : صدي البلد