مين ميحبش فاطمة.. حكاية وفاة أم وابنتها بفيروس كورونا وزوجها يصارع المرض

ليلة بكى فيها المجتمع الدمياطى على وفاة فاطمة الحطاب بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد، أطلق عليها الأخت السند والصديقة الجدعة والزوجة المحبة، كلمات أوجعت الشعب المصري بأكمله وصفات ندر وجوده في شخص في هذا الزمان، شخص أجمع على حبه واحترامه كل من تعامل معه أو سمع عنه.
فاطمة ليست حالة الوفاة الأولى ولا الوحيدة بدمياط ولكن لقصتها المؤثرة والتى تابعها بعطف وتضامن كبير أهالى دمياط على مدار الأسبوعين الماضين فكان زوجها يوثق يوميا يومياتهم في المعاناة ببوستات قصيرة عبر صفحتة الشخصية على الفيسبوك وكان يطالب الجميع بالدعاء إلى "حبيبة القلب ورفيقة العمر" هكذا كان يناديها في بوستاته.
أكثر ما أثر في نفوس الأهالى هو قصة فاطمة الحزينة ومعاناتها مع الفيروس اللعين فأصابها وهى حامل في شهرها السادس وأثناء وجودها في الحجر الصحى بالعجمى وضعت مولودتها، حيث سبقتها لمثواها الأخير مولودتها الصغيرة "فاطمة" والتى توفيت بعد ولادتها بيوم واحد ولم تلبث الأم قليلا فلحقت بمولودتها، وتركت خلفها ثلاثة أطفال من البنين في رعاية جدتهم للأم وتركت زوجها الدكتور شادى ابو يوسف المصاب بفيروس كورونا وكان محجوزا معاها بمستشفي الحجر الصحى بالعجمى بالإسكندرية ثم تم نقله عقب وفاة زوجته مباشرة إلى مستشفي الحجر الصحى بأبو قير.
تفاصيل إصابة الدكتور شادى أبو يوسف وزوجته فاطمة كما يرويها،: "منذ فترة نزل شقيق زوجتي لعمله، ورغم عدم مخالطته لأجانب نهائيًا، لكنه عاد مصابًا بارتفاع درجة حرارته، وظل أسبوعًا في المنزل يتلقى علاجًا مكثفًا، بعدما ذهب للأطباء، وتم تشخيص حالته بنزلة شعبية حادة".
ويضيف: "بعد ذلك بأسبوع تحسن شقيق زوجتي، ثم أصيبت والدته وشقيقه الثاني فجأة بارتفاع في درجة الحرارة، وتم تعليق محاليل لهما، وفي تلك الفترة كانت زوجتى "فاطمة" هي من ترعاهما وكانت حاملًا في الشهر السادس، وأجمع الأطباء على إصابة الثلاث بنزلة شعبية، مضيفا: "بعد ذلك ظهرت الأعراض على فاطمة"، وتمثلت في "كحة ناشفة، وضيق في التنفس"، وذهبنا إلى 4 أطباء، قاموا بتشخيص حالتها على أنها نزلة شعبية وبعد عمل الاشعات ثبت أن فاطمة مصابة بكورونا "بنسبة 90 % وعلى الفور توجهوا إلى مستشفى الصدر وتم عمل مسحة، وتم احتجاز "فاطمة"، لتظهر النتيجة إيجابية لتُنقل فيما بعد لمستشفى العزل بالإسكندرية، ويتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي، وكانت حالتها حرجة جدًا.
ويستطرد "قائلا أنا من أصريت أن اصطحب زوجتى للعزل بالإسكندرية وكنت مرافقا لها وبدأت تظهر علي الأعراض بعدها بأيام، فتوجهت لمستشفى حميات الإسكندرية، وأجريت الفحوصات ليتبين إصابتي أيضًا، ونقلت للعزل بذات المستشفى وبدأت حالتي تتحسن".
وبالنسبة للمولودة فتوفيت بعد ولادتها بيوم واحد على الرغم من أنها ولدت سليمة وغير مصابة بفيروس كورونا اللعين.
أصدقاء فاطمة يتباكون على صفحاتهم على الفيسبوك وينعون فاطمة "يتصفونها بأنها الملاك البرئ الذى اختارها المولى تعالى لتكون بجوارة واطلقوا عليها "الصديقة السند والاخت الجدعه.
وبدموع من الحزن ووجع الفراق تقول أميرة عزو، من أصدقاء فاطمة المقربين، إن فاطمة كانت منذ الطفولة الصديقة والأخت والسند كانت محبوبة من جميع صديقاتها، تزوجت وأنجبت الأطفال وظلت مخلصة ووفية لزوجها وأولادها ولأسرتها، كانت حريصة على قربها من المولى تعالى وكانت معتدلة وقريبة من كل أحبابها تقدم يد العون لهم وقت الحاجة.
أشارت إلى أن أول بوست كتبته فاطمة على صفحتها على الفيسبوك كانت من جملة واحدة" "من يحمل لي مثقال ذرة حب فليدعو لي" هنا بدأ الخوف يتسرب إلى داخلنا كأصدقائها أرسلنا لها الكثير من الرسائل للاطمئنان عليها خاصة وأننا نعلم أن لديها شقيقا يعمل بميناء دمياط، فخشينا وفزعنا من شبح كورونا قد يكون طالهم وبعدها بساعات وصلنا خبر إصابتها، هنا تحولت صفحاتنا إلى دفتر مؤازرتها ومساندتها ودعمها في مرضها وحربها على الفيروس اللعين وعلى الرغم من الفزع والرعب من هذا الفيروس اللعين إلا أن أملنا في المولى تعالى بأنه ألطف وأكرم بنا.
واختتمت حديثها، يكفي أن المولى اختارها بعد أن ابتلاها بالفيروس اللعين فصبرت واحتسبت مرضها وسخر الله لها الملايين من الشعب المصري وليس الدمياطى فحسب للدعاء لها بالرحمة والمغفرة.

المصدر : صدي البلد