كورونا هوليود وتركيع الوجود

أصبح واضحا أن العالم سيعاد تشكيله وانتماءاته وتوجهاته بعد أزمة فيروس كورونا كوفيد ١٩.
فالمتابع لما يجرى على الساحة الدولية يتأكد من حقيقة مفادها أن هذا الفيروس مخطط له مسبقا وباتفاقات وراء الكواليس، وأن ما يعلن من اضطراب الولايات المتحدة وارتباك رئيسها فى مواجهة كورونا ليس إلا حبكة هوليودية لا بد أن يصفق لها المشاهدون الغافلون عما تحمله وراءها من تفاهمات ومواءمات، نفس السلوك ينطبق على المشهد البريطانى الذى يتصدره رئيس الوزراء ويتغير موقفه من تصريحات لايقولها مبتدئ سياسة إلى تراجعات كوميدية عما أدلى به مسبقا إلى الوصول لإصابته بالكورونا ودخوله المستشفى والعناية المركزة وحالته بين بين ، فى نفس هذه الدولة الاستعمارية التاريخ أعلن عن إصابة ولى العهد والملكة وبعد أيام قليلة أعلن عن شفائهما فيما لم يشف رئيس الوزراء ونقل إلى المستشفى ليجعل كل المراقبين يلوحون بأن وراء الأكمة ما وراءها وخاصة ان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى جعلها حاليا فى وضعية لا تحمد عليها وفتح امامها باب من المطالبات الجسام.
أوروبا كلها فى حالة ارتباك من الكورونا ليتأكد أن المستقبل سيقول إن هذه القارة العجوز سيعاد النظر في كل مافيها اقتصاد ،وتكتلات ، وانتماءات وصناعة، وسياحة ، وكل كليلة كما يقول اخواننا فى صعيد مصر . اوروبا اصبحت بالفعل ليست قارة عجوز فقط ، بل اكثر من ذلك اصبحت قارة مزعجة للولايات المتحدة وللشرق الاقصى وعليه فان المجتمع الدولى الحديث الذى جعل من كورونا نقطة انطلاق له لاعادة ترسيم العالم الجديد ؛ هذا المجتمع يخطط لاشياء عظمى ستكون أوروبا بعيدة كل البعد عنها وستكون مجرد تابع وسيفتح الباب على مصراعيه للكيان الامريكى ان يتمدد ويزداد تطاولا واتساعا دولى.
وسيظهر مع هذا الكيان دول فارقة من الشرق الأقصى ليس الصين فقط ولكن ستظهر معها دولتان يعضدان من التنين الصينى ويعززان وضعيته دوليا ، ووسط هذه الكيانات ستطل روسيا برأسها وبقوة لتقول كلمتها وتفرض كيانها تمهيدا لعودتها إلى اقتسام السيطرة العالمية مع الولايات المتحدة .. لاتصدقوا ماتعلنه واشنطن من ارتباكها فى مواجهة كورونا ولا حجم الوفيات لديها فكل هذه التصريحات والأفعال مدروسة ومعروفة ومطلوبة من اجل نجاح الفيلم الأمريكى الجديد (كورونا هوليود وتركيع الوجود ).. الغد قادم بأسوأ من الأمس والحاضر ، الغد الأمريكى سيفرض نفسه على كل الحواضر ولكن الأمر فى منطقتنا منطقة الشرق الأوسط سيكون بلون آخر لون مصرى الملامح والمواقف ، كل الظواهر تؤكد ان بلادنا سيكون لها وضعية مختلفة وخاصة أن إدارة الأزمة من قبل القيادة السياسية وكافة الاجهزة الحكومية اكدت ان القاهرة غير ؛ وأن أدوات معالجة الازمات تغيرت واصبحت حكيمة ورشيدة . وأخيرا علينا أن ننتظر ونرى وساعتها سنقول رب كورونا نافعة ..

المصدر : صدي البلد