كورونا وتركيا من الإنكار إلى الضغط على الأطباء.. كيف تعامل أردوغان مع الفيروس

باتت تركيا تحت اليوم الدولة التاسعة في العالم من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا، بعد أن كان النظام التركي ينفي أي إصابات بالفيروس داخل الأراضي التركية. ففي 6 إبريل أعلن وزير الصحة التركي أنه منذ تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في تركيا رسميًا في 11 مارس ، ارتفع عدد الحالات إلى 30217 وعدد الوفيات في تركيا إلى 649، وهو ما يشير إلى أن تركيا أنكرت لفترة طويلة وجود إصابات على أراضيها.
وفي هذا الشأن نشر معهد "جتستون" تقريرا عن تفشي فيرس كورونا في تركيا، والسياسات التركية في احتواء الفيروس وما تضمنته من انتهاكات لحقوق الأطباء وتعمد إخفاء الأرقام والإحصائيات الحقيقية للإصابات والوفيات. وقال المعهد إن السلطات التركية أسكتت العديد من الخبراء الطبيين الذين دعوا الناس في تركيا إلى اتخاذ المزيد من الاحتياطات أو الذين انتقدوا أداء الحكومة وسوء التعامل مع أزمة فيروس كورونا.
وأشار المركز إلى أن السلطات التركية أجبرت طبيبين على تقديم اعتذار رسمي بعد أن قدموا لزملائهما وللجمهور معلومات حول خطر الإصابة بفيروس كورونا في البلاد ، وتم استدعاء اثنين آخرين إلى مقر الشرطة بسبب التصريحات التي أدليا بها لوسائل الإعلام. وقال المركز إن الأطباء يخضعون حاليا لتحقيق رسمي بتهمة "إثارة الخوف والذعر بين الناس".
وبحسب المركز، فقد نشر أخصائي علم الأوبئة دوكوز بإزمير، يوسف سافران، في 28 مارس، مقطع فيديو انتقد فيه أداء الحكومة في التعامل مع الفيروس وقارن بين الحالة التركية والحالة الإيطالية، كما انتقد التفشي السريع للفيروس في تركيا، وبعدها أصدر مكتب رئيس الجامعة على الفور "شرحًا للجمهور" قائل فيه: "كان من غير العلمي مقارنة حالات الوفاة في إيطاليا وبلدان أخرى بالوفيات في تركيا وبناءً على ذلك ، انتقاد القرارات التي تم اتخاذها … شارك الأستاذ مخاوفه وخوفه بأسلوب مختلف للتحذير مواطنينا. لقد أسيء فهمه وهو آسف ".
وفي 30 مارس ، نشر د. سافران مقطع فيديو آخر على حسابه على YouTube قائل فيه: " "كانت حكومتنا ووزارة الصحة تتعاملان مع الوضع بجدية منذ البداية. لقد زودونا بكل الإمدادات الطبية والدعم المعنوي الذي نحتاجه. لدي ثقة كاملة في أدوات العلاج والبيانات العلمية في وزارة الصحة. كطبيب يحب بلدنا ودولتنا وأمتنا كثيرا، إذا أسيء فهم رسائلي التي تهدف إلى حماية صحة شعبنا ومساعدتهم على البقاء في المنزل وتسببت في حالة من الذعر، أعتذر لجميع سلطات ولايتي وبلدي."
كما أحالت الجامعة ذاتها الدكتور بارباروس شتين ، الأستاذ في قسم علم الأحياء، للتحقيق بسبب تصريحاته حول فيروس كورونا قالها لوسائل الإعلام، حيث أشار في مقابلة صحافية أجريت في 30 مارس إلى انتشار صور تتحدث عن حفر مقابر جماعية وإنكار الحكومة لهذه الصور متسائلا إلى متى سينكرونها، مطالبات بضرورة الكشف عن بؤر تفشي الفيروس في أقرب وقت.
بعد تلك التصريحات أعلن مكتب عميد قسم العلوم الفيزيائية بجامعة دوكوز في إزمير أنهم بدأوا "إجراءات قانونية بسبب تصريحات الطبيب غير المسؤولة التي يمكن أن تخلق الخوف والذعر داخل المجتمع".
وأجبرت السلطات التركية طبيب آخر تدعى غول جينار ، من كلية الطب بجامعة أنقرة ومسؤول بالجمعية التركية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية، على الاعتذار عن تصريحاته حول الوباء في تركيا.

المصدر : صدي البلد