كانت حياتهم اليومية تسير بشكل طبيعي، ففي الصباح يخرج سكان كفر الخيام إلى أعمالهم ويتجولون في شوارع قريتهم، ثم يعودون إلى منازلهم مساءً بحلول موعد حظر التجوال تجنبًا لتفشي فيروس كورونا، لكن خبر وضع جيرانهم في قرية المعتمدية تحت الحجر الصحي والعزل التام؛ جاء كالصاعقة على أهالي كفر الخيام، فلم يتوقعوا قط أنه بين يوم وليلة وبسرعة البرق يتحول مصيرهم إلى مصير أهالي المعتمدية نفسه.
منذ إعلان عدد من الحالات في قرية المعتمدية الموجودة في كرداسة بالجيزة أمس الأول، الثلاثاء، انتشرت سيارات الشرطة في الشوارع، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى القرية وما حولها، واليوم استيقظ أهالي كفر الخيام المجاور للمعتمدية على قرار فرض الحظر الكامل على الكفر كله ووضعه تحت الحجر الصحي لمدة 14 يومًا.
تحكي «أمنية»، إحدى بنات كفر الخيام لموقع «صدى البلد»، بأن الذعر تملك الأهالي رغم عدم رصد أي إصابات بفيروس كورونا في الكفر، لكن طبقًا للحجر الصحي فلم يعد أحد يخرج من بيته أو يذهب إلى عمله، فعندما خرج أخوها صباحًا متجهًا إلى مقر عمله في صفط اللبن استوقفه رجال الأمن وأخبروه بأن "الخروج ممنوع".
سيطر الرعب على نفوس أهالي الكفر وزادت احتياطاتهم عن المتوقع، تقول أمنية "قاعدين يخزنوا في أكل كأن هيحصل مجاعة!"، وقد استغل بعض التجار الأزمة وحاجة الأهالي للطعام، فرفعوا أسعار السلع والمنتجات.
جدير بالذكر أن فيروس كورونا كان انتشر في قرية المعتمدية بعد إصابة اثنين وحضورهما حفل زفاف نتج عنه إصابة 9 آخرين بالعدوى، وقاموا من دون وعي منهم بنقل الفيروس إلى 200 آخرين بعد المخالطة، حيث يبلغ عدد سكان القرية حوالي 100 ألف نسمة.
وفرضت قوات الأمن، كردونا أمنيا وحجرا صحيا كاملا على القرية، وأغلقت جميع مداخل ومخارج القرية من 5 اتجاهات، أولها طريق المعتمدية من ناحية أرض اللواء وحتى تقاطع الدائري، كما تم إغلاق طريق شارع ناهيا من ناحية بولاق الدكرور وغلق الطريق الأبيض والطرق المؤدية إلى قرية برك الخيام.
المصدر : صدي البلد