عبدالرازق توفيق يكتب: قطع رأس «الأفعى» وتطهير البلاد من رجس الجماعة «أمن قومي».. مصر بلا إخوان

الإخوان أكبر خطر يواجه الدولة المصرية .. ليس فى تنظيم تلاشت ملامحه وانهارت قواعده وأغلقت مكاتبه فى مصر.. بعد أن طرده الشعب وعزله .. ولكن فى فكرة مسمومة .. وعقيدة فاسدة تترسخ فى وجدان قطيع الجماعة وتسكن فى عقول أعضائها.. وتجرى مجرى الدم فى عروقهم.
مكمن خطورة الإخوان المجرمين على الدولة المصرية له أسبابه وحيثياته.. وهم أكثر تهديدًا من الأعداء التقليديين للدولة المصرية، يتمثل فى العديد من المحاور.
أولًا.. إن الإخوانى لا يعترف ولا يؤمن بفكرة الوطنية أو الأرض.. أو الولاء لعلم البلاد فالولاء للتنظيم هو جل وجوهر عقيدته.
ثانيًا.. إن تنظيم الإخوان ولد من رحم الصهيونية والماسونية العالمية التى تنتهج الشر وتتبنى مبادئ الشيطان فى التفكيك والتفتيت والإفشال والتآمر والإضعاف.. فالبقاء والوجود عندهم للجماعة وليس الوطن.
ثالثًا.. لا تغرنك فى «الإخوانى» أخلاق مصطنعة.. أو تسامح ممنهج.. أو تدين موظف سياسيًا.. فالعضو الإخوانى هو ابن التكليف التنظيمى لا يعرف سوى السمع والطاعة للمرشد أو التنظيم.. فإذا صدر التكليف بالقتل أو التفجير أو الخيانة أو التدمير والتحريض.. لا يملك فى هذه اللحظة عضو الجماعة سوى التنفيذ دون التقيد بأى أخلاق أو مبادئ أو أديان سوى تعليمات التنظيم التى تمثل له الدين والعقيدة.
رابعًا.. «الإخوان المجرمون».. جماعة معادية للإنسانية وضدها.. فلم تكن يومًا جماعة دينية فالدين عندها هو مجرد أداة ووسيلة وآلية للخداع والتوظيف وغسل العقول وتسخير البشر لتنفيذ الأهداف التى تخطها أيادى التنظيم.
خامسًا.. لم تكن كلمة المرشد المقبور مهدى عاكف «طز فى مصر».. مزحة أو كلمة عبثية.. ولكنها تجسد «عقيدة» راسخة.. ومنهجًا تنظيميًا.. وتعكس فكرة الوطن عند الجماعة.. وبطبيعة الحال لا معنى ولا وجود لها.. وهو ما يعكس مدى الشر والكراهية الإخوانية لمصر.. وهو ما يفسر سلوكهم وإجرامهم وإرهابهم تجاهها.. ومهما حاولوا تمثيل دور الحرص على مصالح المصريين أو التظاهر بالوطنية.. فجميعها من أساليب وأشكال الخداع والمتاجرات وتزييف الوعى لتحقيق الأهداف النهائية لدى التنظيم الماسونى.
سادسًا.. إدراك المصريين لخطورة الإخوان على الوطن.. ليس أمرًا مستحدثًا أو جديدًا بل إن كشف أهدافهم وحقيقتهم ونواياهم ليس أمرًا جديدًا أيضًا.. فالوعى بحقيقة وأهداف وعقيدة الجماعة يعود إلى بدايات إنشاء الجماعة على يد المشبوه والمشكوك فى أمره حسن البنا والذى تؤيد الشواهد والأدلة كونه يهوديًا يعود نسبه إلى جده المغربى.. وأن عمل والده كساعاتى فى البحيرة فى السكة الحديد وكانت هذه المهنة قاصرة على اليهود يرجح ذلك بقوة.. خاصة فى ظل زرع المخابرات البريطانية لتنظيم الإخوان فى الجسد المصرى لخدمة مصالح الصهيونية العالمية وكان أول تمويل لجماعة الإخوان من بريطانيا.
المبدع المصرى الكبير الراحل.. وصاحب العبقريات الإسلامية عباس محمود العقاد كتب مقالًا فى عام ٩٤٩١.. كشف فيه حقيقة جماعة الإخوان وحذر من خطورتهم على الوطن.. ووصفهم ببلاغة بأنهم عصابة.. وشخص آلية عمل الجماعة الإرهابية بدقة.. ففى الوقت الذى انشغلت فيه الدولة المصرية بالحرب ضد الصهيونية.. كان الإخوان يثيرون الفتنة فى داخل البلاد.. ويجمعون الذخيرة والسلاح وهو ما يجعلهم خنجرًا لطعن الوطن فى الشدائد والمحن والمواجهات الصعبة.. والعمل لحساب أعداء مصر.
الإخوان.. فكرة خبيثة ومسمومة وجودها فى الجسد الوطنى أمر خطير للغاية.. وربما أضراره وكوارثه تفوق بمراحل تداعيات أخطر الفيروسات فى العالم والحروب البيولوجية.. والجماعة أكبر تهديد لبقاء الوطن.. وإذا كان المصريون وبإرادة قوية وصلبة وإجماع غير مسبوق قاموا بطرد الإخوان كتنظيم وكوادر وسحقوا لجانه وسراديبه السرية وأجنحته العسكرية والسرية.. ومكاتبه.. إلا أن كل ذلك لا يكفى على الإطلاق.. فالأهم هو اجتثاث الفكرة والعقيدة من عقول ووجدان أعضاء الجماعة.
فكرة إزالة الفكرة والعقيدة الإخوانية من وجدان وعقول ودماء أعضاء الجماعة لن تفلح على الإطلاق لأنها انتشرت مثل السرطان فى الجسد.. والسم فى الدماء.. ولا علاج ولا دواء يصلح لضمان شفاء هذا القطيع المريض بالسمع والطاعة والذين يدينون بالولاء لتنظيمه.. ولا يعترفون سوى بقدسية التكليف.. لكن العلاج الناجع.. والدواء الفاعل والشافى هو قطع رأس الأفعى الإخوانية.. لأنه بدون قطع الرأس وبترها وفصلها عن الجسد لن تكف الأفعى عن لدغات الموت.
لا يتصور عاقل.. أن تترك الدولة إخوانيًا يعيش فيها.. ويأكل من خيرها.. ويتمتع بامتيازاتها.. وينعم بأمنها واستقرارها.. ويعيش بين أبنائها ليتآمر عليها.. وينهش فى سمعتها.. ويشكك فى سياساتها.. ويشوه إنجازاتها.. ولا يدين لها بولاء أو انتماء.. وجاهز فى أى وقت لتنفيذ التكليف التنظيمى للقتل والتفجير والحرق والفتنة والتحريض والإضرار بشعبها ومؤسساتها فهذه سذاجة لا يمكن أن نفعلها.. لذلك فطرد العناصر الإخوانية بمصر أمر حتمى.. وواجب وطنى.. وقضية أمن قومى.
وإذا كنا جادين فى حماية هذا الوطن.. فلا يمكننا أن نسمح بأن تعيش بيننا الأفاعى القاتلة حتى تتحين الفرصة للانقضاض والإجهاز علينا.
قوة الأفعى الإخوانية القاتلة مرهونة بقوة أو ضعف الدولة.. ففى قوة وجبروت الدولة تتخفى الأفعى الإخوانية.. وتتظاهر بأشياء تعرضها من الخداع والمتاجرة واللعب على مشاعر البسطاء أو بمساعدة الفقراء أو ادعاء الوسطية والتسامح.. وتسير وتمضى فى فلك الدولة.. تخفض لها جناح الذل من الطاعة.. أما إذا استشعرت الأفعى الإخوانية حالة ضعف أو انشغال الدولة فإنها على الفور تتحرك للقفز وتوجيه لدغاتها وسمومها القاتلة.. وتسعى بشراسة لإسقاط الدولة ورفع شعارات التنظيم.. وتنفيذ تكليفاته الشيطانية بأعلى درجات السمع والطاعة فى غياب لأى عقل أو فضيلة أو أخلاق أو دين.. كل ذلك يختفى تمامًا للكشف عن وجه الشيطان.. والقبح والشر الدفين للنيل من الدولة والتحالف مع أعدائها.
ما تحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال تفقده اصطفاف الأطقم الطبية للقوات المسلحة لمكافحة انتشار فيروس «كورونا» الثلاثاء الماضى جسَّد حقيقة تنظيم الإخوان الإرهابى والشر المستطير الذى يحملونه لمصر.. فهو تشخيص دقيق لسلوك الأفعى الإخوانية.. فعلى افتراض غير وارد أن الشعب وافق على عودة الجماعة فسوف تظل أربع أو خمس سنوات تعمل فيها على خداع المصريين بالمظلومية وإظهار التسامح المفتعل ثم تعاود إجرامها من جديد.. وفاشيتها ضد الشعب.. وتمارس إرهابها وخيانتها من جديد.
السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار وبناء مصر هو التخلص من الأشرار الإخوان أفرادًا وتنظيمًا.. ولا يسمح لهم بالعيش فى مصر على الإطلاق لأنهم أخطر علينا من الصهاينة بل أشد كفرًا بالوطن والإيمان من الشيطان نفسه.
الإخوان كما قال الكاتب الصحفى الكبير الراحل محمد التابعى هم «الغدر والخيانة» بعينها.. ولعل ما شهده التاريخ أن كل من قربهم إليه كان نصيبه الموت بغدرهم وخيانتهم ويظل الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام هو النموذج الماثل أمامنا.. حتى وإن كان قربهم إليه فى مواجهة خصومه.. فلم يشفع له عندهم ما فعله من جميل معهم.. هم بالضبط مثل الأفعى التى لا تعرف سوى اللدغات القاتلة ولابد من تخليص الوطن من أشد الفيروسات خطورة على الدولة والشعب.. فالإخوان المجرمون ليس كمثل شرهم شر.. وليس كمثل خيانتهم خيانة وغدر.
الإخوانى هو عبد التكليف التنظيمى.. فهو يقبل بسهولة بفعل مخدر الأمر الذى يصدره المرشد أن يكون قاتلًا أو لصًا أو جاسوسًا أو إرهابىًا.. يرى فى ذلك ملائكية.. وجنة قريبة المنال.. فالتدنى والانحطاط والكذب والخيانة والغدر والإجرام هو طريقهم إلى الجنة والفردوس على حسب ما زرعه التنظيم فى عقولهم من عقيدة فاسدة.
الأفعى الإخوانية مازالت موجودة فى مصر.. تتحرك كلما جاءت التكليفات من التنظيم فى الخارج.. عمليات إرهابية.. تحريض.. فتنة.. بل نشر العدوى بفيروس «كورونا» إذا أمر التنظيم بذلك.. ولتنفيذ الدعوات التى تطلقها منصات الإخوان الإعلامية المخططة مخابراتيًا.. ولعل دعوات الاحتشاد للدعاء والتكبير كشفت عن وجود مجموعات من الأفاعى الإخوانية التى خرجت من الجحور فور صدور التكليفات.. لذلك لا يجب أن نتهاون أو تأخذنا رحمة أو شفقة بهذه العناصر الإخوانية التى تعيش بيننا.. وتنعم بخيرات بلادنا وهى فى نفس الوقت لا تؤمن بوطن.. وتعمل على كافة محاور الشر للإضرار بنا.. والتجسس علينا.. والغدر والخيانة والطعن فى ظهورنا.
إذا كان التنظيم سقط فى مصر.. ولم يعد له وجود أو ملامح واضحة فى بلادنا.. إلا أن ذلك لا يعنى أن الفكرة الخبيثة والعقيدة الفاسدة انتهت ولم يعد لها بقاء.. إطلاقًا.. الفكرة موجودة طالما أن هناك قطيع الإخوان يعيش بيننا.. يسجد فى محراب الجماعة.. ويعبد المرشد فى معابد التنظيم.. ويتقرب إلى الشيطان بقرابين خيانة الوطن.
لا يجب أن نسمح بوجود فكرة الإخوان على أرض مصر.. ولا يجب أن نتهاون فى طرد قطعان الإخوان من مصر.. ولابد من عقاب واضح دون رحمة لكل من تجرأ على الدولة المصرية فى وقت أزمة «كورونا».. وكل من ينحنى سمعًا وطاعة لتعليمات التنظيم التابع فى بلاد أعداء مصر والمدعوم بأموالها ورعايتها واحتضانها.
لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نسمح بأن تعيش الأفاعى فى بيوتنا.. لأنها ستنقض علينا وتقتل أولادنا.. ومن أجل الحفاظ على مصر وشعبها وضمان مستقبل أبنائنا.. كان طرد الإخوان والمتعاطفين معهم والموالين لهم ورفاقهم من الطابور الخامس وأذنابهم من يساريين واشتراكيين ثوريين من مصر أمر لا خيار فيه.. ويتعلق بأمننا القومى.. لا يجب أن نلتفت لحسابات أو مواقف دول أو نتعامل معهم برحمة.. لأنه لا يوجد عاقل يرحم الشيطان.. واستئصال السرطان هو العلاج الوحيد لضمان الشفاء.
لابد من تجريم محاولات البعض لطرح مبادرات لعودة الإخوان أو دعوتهم لانتهاز الفرص أو حتى عقابهم أو لومهم لإهدار هذه الفرص فى العودة والتصالح.. فهل من المقبول أن نتصالح مع من خان وغدر وقتل وفجر وحرق وتآمر على الوطن.. هل يمكن أن نغفر لمن حاول بث الفتنة وضرب الاستقرار وسرقة الأمن والأمان.. وتحالف مع الأعداء.. وسعى لتقسيم الأرض.. كيف؟.. هل يخطر على عقل بشر أن نتصالح مع الشيطان.
الإخوان ليسوا مجرد عدو لمصر وشعبها فحسب.. بل فئة ضالة تهدد كل ما هو إنسانى وأخلاقى.. فكرة تعارض جوهر الأديان.. استمرار وجودها فى مصر وتركها طليقة تعيث فى أرض مصر كراهية وحقدًا وموالاة لتكليفات التنظيم خطر حقيقى على هذا الشعب ومستقبله وأبنائه وأجياله القادمة بل أيضًا خطر على فكرة استمرار وجود الدولة.
المطالبة بطرد الإخوان والموالين لهم وطابورهم الخامس والمبادرين أمامهم بفتح أبواب التصالح واغتنام الفرص ليس أمرًا هزليًا ولكنها دعوة جادة وحقيقية وموضوعية حفاظًا على بقاء هذا الوطن.
الدعوة لطرد الإخوان وتطهير البلاد والمؤسسات منهم وحرمانهم من فكرة العيش على أرض مصر أو التمتع بخيرها أو حتى استنشاق هوائها ليست قاصرة على مطالبة الدولة بل أيضًا المصريون الشرفاء عليهم واجب كبير ومهم.. من خلال مقاطعة ونبذ كل ما يعرفونه أنه إخوانى أو يميل إليهم أو يتعاطف معهم أو يناصرهم أو يمضى على فكرهم وعقيدتهم الفاسدة.. واتباع الإجراءات اللازمة للوقاية من شرورهم.
«مصر بلا إخوان» هو السبيل الأمثل للحفاظ على هذه الدولة.. وحماية شعبها.. بل هو تخليص الإنسانية من الشر المستطير لهذه الجماعة المعادية للإنسانية.. فوجودها يعنى القتل والخراب والدمار وهو ما لا يستوى مع فطرة البشر فى البناء والخير وإعمار الكون.
استئصال السرطان الإخوانى.. واقتلاع جذوره هو الحل.

المصدر : صدي البلد