مأساة موتى كورونا

تفاجأ الجميع بوباء كورونا، وحدث ما حدث من تعطيل الأعمال وحظر التجوال وقطع الأرزاق، والكل يتضرع إلى الله وينتظر الفرج..
تغيرت سلوكيات كثيرة في حياتنا لكن معظمها كان سهلا ومقدورا عليه، أما المحزن والصادم أن يُهان الميت وتهدر كرامته لدرجة أن يرفض أهله دفنه في مقابر عائلته وفي أحضان بلدته التي نشأ وترعرع فيها !! حدث هذا أكثر من مرة في الأيام الأخيرة على أرض مصر الطيبة في الشرقية وكفر الدوار وغيرهما، حتى تدخل مدير الأمن شخصيا في معظـــم الحالات لإقـناع الأهالي بالتراجع عن موقفهم الخاطئ.. لماذا هذا الجحود ونكران الجميل تجاه من قدموا الكثير وأفنوا حياتهم لإسعاد من حولهم، ليتهربوا منهم الآن دون سبب حقيقي أو مقنع ؟
دعونا نستخدم العلم والعقل.. الفيروس لا يعيش ويتكاثر إلا في الخلايا الحية، وهذا شخص مات هو وخلاياه، وخطورة ميت كورونا تكمن في رئتيه فقط ولوقت قصير، فما المشكلة بعد رش الجثة من الخارج بمطهر ثم وضعها في كيس محكم ثم رش هذا الكيس المغلق بالمطهر من الخارج أيضا ؟.. وإذا كان الميت لا يتنفس ولا يكح ولا يعطس، والذين يتعاملون معه ملتزمون باحتياطات الأمان.. فأين المشكلة ؟ من الناحية العلمية: لا توجد مشكلة على الإطلاق..
يجب ألا نسمح للوهم والجهل والتنطع والوساوس أن تدمر آخر المشاعر الإنسانية عندنا وهي إكرام الميت بدفنه وذكر محاسنه والترحم عليه.

المصدر : صدي البلد