التصوير لآخر نفس

بالطبع هو الموسم الأسوأ للدراما المصرية والعربية عموما، ما كادت عجلة الإنتاج تدور حتى جاءت صدمة فيروس "كورونا" سريعا لتربك الجميع.
التعامل مع الأزمة المفاجئة جاء به الكثير من التردد، ولم تكن هناك رؤية موحدة تجيب عن سؤال ماذا سنفعل ؟بداية الموسم تقترب والمحطات تستعد أو بعضها خطط خرائط العرض! الإجابة جاءت بعد فترة وهي ضرورة استمرار التصوير من أجل "المصلحة" وبدعم من نقابة الممثلين التي من المفترض بها المحافظة على سلامة أعضائها !
ويبدو أنها وجدت سلامتهم في استمرار التصوير! وهنا شاهدنا بعض شركات الإنتاج تنشر صورا للتعقيم داخل بلاتوهات التصوير من أجل تهدئة الرأي العام ولكن بدا الموقف "هزليا" وغير منطقي ومعظم العاملين في تلك الأماكن غير مقتنعين وبعضهم جاهر برأيه "المعترض" مثل المؤلفة مريم ناعوم لكن "ما باليد حيلة" و فوجئنا بعد تصاعد الاحتجاجات وانتقاد إعلامي لاستمرار تصوير المسلسلات، بإعلان عدد محدود من المسلسلات إجازة لمدة أسبوع ! كانت أشبه "بحفظ ماء الوجه" وفي الحقيقة هي فترة تم استغلالها في مونتاج ما تم تصويره أو المعاينة وبناء ديكورات أماكن التصوير الجديدة، وهنا مع تزايد المخاوف قرر عدد من الممثلين الاعتراض وعدم الذهاب إلى التصوير وبدأت شركات الإنتاج تفاوض لإقناع هؤلاء باستئناف العمل وبدون تفاصيل كثيرة شهدت شد وجذب بين الطرفين، اضطروا للنزول وبعضهم طالب بتقنين أيام تصويره.
الموقف صعب والقرارات التي قيل إنها من أجل التدابير الاحترازية صعب تنفيذها، فبعض مشاهد المجاميع تم تصويرها وسط خوف وقلق لأنه لا يمكن الاستغناء عنها في السيناريو وهكذا التصوير مستمر والجميع يشعر بالخوف!
على الجانب الأخر في لبنان والتي يتم تصوير فيها مسلسلين مصريين إلى جانب عدد من الأعمال اللبنانية رفع شعار التوقف تماما والموقف لايزال غامضا.
ولكن أعلم أن هناك عددا من المسلسلات ستتوقف ويتم استئناف تصويرها لاحقا للعرض بعد شهر رمضان بعد استحالة تنفيذ شروط التصوير والتي وجدها المخرجين والممثلين غير مقبولة وستخل بسيناريو الأحداث.
الأيام القادمة تحمل مفاجآت في خرائط بعض المحطات واستئناف تصوير المسلسلات ولن نشاهد في رمضان القادم مجموعة من النجوم الذين كان من المفترض ظهورهم.
بالطبع هو ظرف استثنائي على الجميع وأرى انه كان يجب أن تتكاتف شركات الانتاج منذ بداية الازمة ويتم التنسيق فيما بينها لتكون هناك قرارات موحدة لمصلحة جميع الأطراف والمحافظة أيضا على سلامة العنصر البشري! والذي مطلوب منه أن يعمل في ظرف غاية القلق! ولكن ما يحدث بالتأكيد به خطأ كبير ولو حدث مكروه وأصيب "لا قدر الله" فرد من العاملين داخل تلك البلاتوهات ماذا سيكون الحال وقتها ؟!

المصدر : صدي البلد