قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز عمل البوتكس إذا كانت هناك ضرورة ملحة لذلك، ويكون بعد استشارة الطبيب و التأكد من عدم وجود أي ضرر على الإنسان من جراء هذا الحقن.
وأضاف " شلبي" في إجابته عن سؤال: " ما حكم حقن البوتكس لشد الجبهة ورفع الحاجبين؟" عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على موقع " فيسبوك " أنه لا يجوز للمرأ أن يقرر إجراء هذا الحقن من جراء نفسه؛ بل لابد الأخذ برأي الطبيب في هذا الشأن.
وأوضح أمين الفتوى أن الأخذ بالأسباب من سنة رسول الله ، مستشهدًا بما روى عن أسامة بن شريك – رضي الله عنه- " قال: قَالَتْ الأَعْرَابُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَدَاوَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً ، إِلا دَاءً وَاحِدًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : الْهَرَمُ "، رواه الترمذي
حكم الشرع في حقن البوتكس
من جانبه، نبه الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن استخدام «البوتوكس» في التداوي والعلاج -إن لم يلحق ضررًا بالمحَقُون- جائزٌ شرعًا.
وأكد المفتي في إجابته عن سؤال: «ما حكم الشرع في حقن البوتكس؟» أنه لا حرج في استعماله من أجل تحسين الشكل والمظهر وإزالة التشوهات والأضرار النفسية والحسية الناتجة عن الأعمال الشاقة، أو التقدم في السن أو الأمراض المختلفة أو آثار الإعاقة، ما دامت هذه التغييرات ضرورية أو اقتضتها الأسباب العلاجية، والرجل كالمرأة في ذلك.
واشترط ألا يتضمن ذلك تدليسًا؛ لأنه قد تقرر شرعًا أن تغيير الخِلْقَة بغرض التدليس والكذب والتغرير حرامٌ يأثم به فاعله، مؤكدًا أنه يجوز للمرأة المتزوجة استخدامه في طلب الجمال والحسن إذا أذن لها زوجها وبعد مراجعة الطبيب المختص، بل هو مستحبٌّ في حقِّها ما دامت تبتغي من ذلك التجمل والتزين للزوج.
جدير بالذكر أن كلمة البوتوكس Botox هي اختصار من كلمتي "البوتولاينم توكسن Botulinum Toxin"، ومعناهما: مادة بروتينية طبيعية سُمِّية تستخرج من بكتيريا "كولوستريديوم بوتولينم Clostridium Botulinum"، وهي نوع من البكتيريا اللَّاهوائية موجبة الجرام، وهذه المادة تنكسر إلى سبعة أنواع هي: "G، F، E، D، C، B، A".
والحقنُ بمادة البوتوكس يُحدث شللًا مؤقتًا لعضلات الشخص المَحْقُون بها بحيث يصبح العصب عاجزًا عن إصدار أمره للعضلة التابعة له بالتقلص، فتبقى العضلة مسترخية فترة تصل إلى ستة أشهر تقريبًا، ثم تعود للحركة مجددًا وقد تم إزالة خطوط التجاعيد منها، ولا يتداخل تأثيرها مع حقن التعبئة أو ما يسمى "الفيلر fillers" التي تستخدم لملء وتعبئة الشفاه أو الخدود أو الأرداف لزيادة الحجم.
والصورة الغالبة على استعمالات هذه المادة أنها تدخل في علاج الصداع النصفي وبعض أمراض المثانة وآلام الظهر وعِرْق النسا، وتشنجات الحنجرة والعضلات، والحد من كثرة التعرق في الراحتين والأخمصين والإبطين، وكثرة إفراز اللعاب والشقوق الشرجية، كما أنها يكثر استخدامها في إجراء عمليات التجميل غير الجراحية كتغيير شكل الحاجبين، وتحسين وتنعيم الخطوط الحركية في الوجه، سواء خطوط العبس أو ما حول العينين أو خطوط الجبين، أو خطوط المدخنين حول الشفاه، كما أنها تدخل في بعض العمليات الجراحية كمكمل مثل: عمليات شد الوجه، والتقشير.
المصدر : صدي البلد