خلطة السعادة الزوجية

ماذا لو أعلنا كورونا كفيروس بدرجة إعصار أو بركان يداهم العلاقات الزوجية عنوة ليخرج منها حلوها أو مرها، وكل امرأة ورجل وحقيقة مشاعره؟، لو نظرنا لحظر التجوال كترمومتر حراري لقياس درجة أحاسيس الأزواج والزوجات من برودة تصل حد الجفاء، فلا يهتم أحدهما بالآخر ولو حدث وباغتت أي منهما فكرة مجنونة بفتح حوار لا بد وحتمًا أن ينتهي بمشاحنة وشجار قد تسفر عن ما لم يكن في الحسبان، إلى سخونة الأشواق التي تصل أحيانًا حد الغليان، فتشعل حرائق غيرة لا تنطفئ جراء ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كتعليقات وإعجاب أحد طرفي الزواج بمنشورات هذا أو تغيرات تلك، أو عدم تحمل أحدهما غياب شريك عمره ولو ليلة واحدة بعيدًا عنه، وهو ما أدى لتسجيل أول حالة طلاق بسبب كورونا بمنطقة شبرا الخيمة، حين ذهبت زوجة لزيارة والدتها وخافت من التأخير فطلبت من زوجها المبيت عند أهلها ما أسفر عن خلاف، فطلاق رسمي ندم عليه شريك عمرها بعد أيام ، واضطر لإبرام عقد زواج جديد لاستئناف حياتهما ثانية!.
وبين صقيع الحب وانصهار العشق يعيش هو وهي وغالبية بيوتنا في درجة المنتصف المسماة بدوامة الروتين المميت، فيلف ويدور حول فلك "متطلبات الحياة"، وإن سألت أحدهم عن حاله في العزلة المنزلية التي فرضها الفيروس المستجد أجاب بقفشه "فيسبوكية" عن رجال ذهب الحظر بعقولهم في خبر كان، وزوجات يردن فترة نقاهة بمصحة نفسية أو يفاجئك بوصلة صراخ وعويل على سنوات عمره المهدر في تضحيات لانهائية مع من لم يقدره بأنانيته المفرطة حتى ضاعت فرحته للأبد وكأنه أكتشف شخص جديد لم يعرفه أو دق قلبه بأحرف أسمه ذات يوم!..
والغريب أنك لو تجرأت وسألته ماذا فعل هو أو قدمت هي للحفاظ على حب زمان و تجديد علاقتهما العاطفية قبل أن تتبخر أحلامهما العشقية في الهواء وتدفن احتياجاتهما الوجدانية تحت أنقاض المسئوليات حدثك بعبارات عامة وأعطاك مبررات واهية!..
فيا كل زوج وزوجة يشكو ساعات وأيام العزلة مع طرف سبق وتمنى ولو لحظة تجمعهما سويًا،.. هل تعلم أن غياب السعادة الزوجية لن يلحق ضرر باحتياجاتك العشقية ومستقبل أولادك فحسب بل الأخطر أنه يعرض صحتك لأزمات لا تعد ولا تحصى؟!
فما الأمراض المستجدة إلا احتجاج جهاز المناعة عن مقاومة أحزان لا تحكى، لا تكتب، لا تقال، وكأن أجسامنا أبت أن تشاركنا سعادة وهمية نتقن كذبة إظهارها!
فلما لا نقاوم الوباء بحنين هادر لمشاعر سبق وعشناها مع حبيب العمر، ما يضفي الفرحة على حياتنا، فيساعد على تقوية جهاز مناعتنا وهو ما تؤكده الدراسات الطبية..
وبعد، ألم يحين الوقت أن يراجع كل منا كشف حسابه الزوجي، وقبل أن ننتظر مبادرة غرامية يقدمها الطرف الأخر، نبادر نحن بكلمة حب وهمسة حنان تعيدنا لجمال البدايات،.. لماذا لا نستعيد ذاتنا القديمة والاهتمامات التي سبق وجمعتنا، ولما لا نجدد علاقتنا العاطفية باسترجاع وعود هيام ثنائية ملئت مؤنه قلوبنا في أول ارتباطنا؟!..
أعتقد أن حاجتنا لخلطة السعادة الزوجية خلال فترة العزلة المنزلية وبعدها يستحق منا شرف المحاولة..

المصدر : صدي البلد