رغم استثنائه من قيود كورونا.. الشحن الجوي لم ينج من مقصلة وقف الطيران

رغم التأشيرات الممنوحة لعمليات الشحن الجوي حول العالم من قبل الحكومات، ليبقي في أمان بعيدًا عن دائرة التأثر بقرار تعليق الطيران، إلا أنه لم ينجُ من تحت المقصلة التي وضعها " كوفيد-19 " حول عنق الطيران المدني، ليطوله أيضًا نصيب من الخسائر التي سجلها القطاع منذ بداية أزمة الفيروس المستجد حتى الآن.

منذ اللحظات الأولى لظهور المرض، شكلت عمليات الشحن الجوي عنصرًا هاما في دعم سياسات الحجر الصحي التي تجريها مختلف دول العالم لمواجهة الفيروس القاتل، في ظل القيود الكبيرة المفروضة على الطيران، وساعد في نقل المعدات والإغاثات الطبية والغذائية بين البلدان بأمان، إلا أن وقف حركة السفر تسببت في تراجع نسب الطلب على عمليات الشحن بمعدل 9.1% خلال شهر فبراير المنقضي، – حسب تقرير أصدره إياتا-، بسبب الانتشار الكبير للفيروس بين العديد من الدول.

التقرير الذي أصدره الاتحاد الدولي للنقل الجوي، حول البيانات المتعلقة بالأسواق العالمية للشحن، أظهر انخفاض مستويات الطلب بنسبة 1.4% خلال شهر يناير ، وبنسبة 9.1% خلال شهر فبراير 2020 قياسًا بالفترة ذاتها من العام السابق، وأوضح الرئيس التنفيذي للاتحاد ألكساندر دو جونياك، أن شهر فبراير شهد ازديادًا ملحوظًا في انتشار فيروس كورونا بين العديد من البلدان، لما كان له الأثر الكبير على عمليات الشحن.

وقال إن شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادي هي الأكثر تضررا بانخفاض معدّل موسمي بنسبة 15.5٪، بينما شركات منطقة أفريقيا والشرق الأوسط هي الأقل تضررا بين المناطق واستطاعت تسجيل معدلات نمو رغم الأزمة بنسب 4.3% لـ الشرق الأوسط و6.2% لـ أفريقيا خلال فبراير الماضي، ولكن بالنظر إلى موقع الشرق الأوسط الذي يربط الطرق التجارية بين الصين وبقية العالم، فإن شركات الطيران في المنطقة هي عرضة للتأثر بشكل كبير بفيروس كورونا في الفترة المقبلة.

وإذا تطرقنا إلى تأثير الفيروس القاتل على قطاع الشحن الجوي داخل مصر، فإن عمليات الشحن تأثرت أيضا بوقف حركة الطيران، وسجلت معدلات انخفاض بنسبة تصل إلى 40% عن المعدل الطبيعي لها، واقتصرت معظم عمليات الشحن على الخضروات والفاكهة فقط من وإلى الدول، وذلك وفقا لمصادر مطلعه بقطاع الطيران المدني لـ "صدى البلد".

لذا فإن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، يناشد الحكومات بضرورة التدخل السريع وإزالة العوائق التي تعيق عمليات الشحن خلال الأزمة وضمان استمراريتها خلال فترة التعافي، وأوضح أن شهر فبراير الماضي، هو بداية ظهور للآثار السلبية للأزمة على الشحن الجوي، والذي نجمت عن الانخفاض الكبير لعمليات التصنيع في الصين، الذي يعد واحدًا من أكبر أسواق الشحن الجوي حول العالم في ظل قرارات إغلاق المعامل على نطاق واسع وفرض قيود السفر.

وكشف إياتا أن طلبات التصدير العالمية انخفضت إلى أدنى مستويات لها في التاريخ، ووفقا للمؤشر العالمي لإدارة المشتريات "PMI"، الذي أشار إلى شبه انعدام الطلب من المناطق المتأثرة في الدول التجارية الرئيسية.

جدير بالذكر أن سلطات الطيران حول العالم التي اتخذت إجراءات احترازية منذ مطلع العام الجاري، تواجه بها تفشي فيروس كورونا المستجد، فرضت قيودًا على حركة السفر واستثنت من تلك القيود عمليات الشحن الجوي لدورها البارز في نقل البضائع والمعدات والاغاثات الطبية إلى الدول التي تعاني من انتشار المرض.

المصدر : صدي البلد