حالة من الهلع والفزع سادت كوكب الأرض، وباء انتشر دون أن يقف أمامه أى حاجز، حتى أنه أجلس أكثر من مليار شخص فى العالم فى منازلهم، هو فيروس كورونا المستجد الذي أطاح بالاخضر واليابس ولم تستطع دول كبري أن تصده عن شعوبها، أصاب الفقير والغنى دون تمييز.
فيروس كورونا لم يضع فى حساباته وجود طبقة من البشر معدومة تعتمد على قوتها يوما بيوم، فأجلسهم فى بيوتهم غير مبالي كيف يعيش أو يتعايش هؤلاء بعد توقف لقمة عيشهم، فمن الواضح أن كثيرون فى قارة أفريقيا خاصة سيصبحون بلا عمل خاصة بعد ظهور دراسة للاتحاد الإفريقي، قال فيها بأنه من المتوقع انكماش الاقتصاد في القارة 0.8 بالمائة إلى 1.1 بالمائة في العام 2020، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأكدت الدراسة أنه من المتوقع تراجع التجارة 35 بالمائة من مستويات 2019، مع خسائر 270 مليار دولار، كما قال الاتحاد الافريقي أن الحكومات الإفريقية قد تخسر ما بين 20 و30 بالمائة من الإيرادات المالية، والتي تفيد التقديرات بأنها بلغت 500 مليار في 2019
وبيّن أيضًا أنه من المتوقع أن يختفي ما يصل إلى 15 بالمائة من الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة الإفريقية، كما أنه هناك مايقرب من ٢٠ مليون وظيفة مهددة فى أفريقيا بسبب فيروس كورونا.
وبذلك أتى كورونا لأن يضخم ويزيد من هموم القارة السمراء فمنظومتها الصحية متواضعة أمام هذا الوباء هذا بالإضافة إلى معاناتها من قبل من عدة أمراض أوبئة أنهكت جسد شعوبها من أسلوبا ومباريات وسرطان وخمس صفراء وايدز، فهل سيتحمل الشعب الأفريقي مزيدا من الهموم والجلوس فى المنزل بلا عمل.
وكان قد أكد تقرير "العمالة العالمية والتوقعات الاجتماعية: اتجاهات عام 2018"، الذي صدر عن منظمة العمل الدولية، استقرار معدل البطالة عالميا بعد ارتفاعه في عام 2016، حيث بلغت 5.6% في عام 2017، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل 192 مليون شخص.
وبالنسبة لمنطقة شمال أفريقيا، قال التقرير إن عدد العاطلين سيظل ثابتا عند 8.7 مليون شخص في ظل النمو القوي في قوة العمل، مؤكدا على أهمية خفض معدل البطالة من 11.7% العام الماضي إلى 11.5% هذا العام. وعلى الصعيد العالمي، تتسم المنطقة بأعلى معدل بطالة بسبب الفجوات الكبيرة التي تواجه الشباب والنساء اللاتي يمثلن نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل.
أما البنك الدولى يري أن أكثر من نصف الفقراء يعيشون فقرا مدقعا في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد الفقراء بالمنطقة تسعة ملايين شخص في حين كان يعيش 413 مليون شخص على أقل من 1.9 دولار يوميا عام 2015، أي أكثر من جميع المناطق الأخرى مجتمعة.
وأكد البنك الدولي أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن كل تسعة من بين كل 10 فقراء فقرا مدقعا سيعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء بحلول عام 2030.
كما قال البنك الدولى أن أفريقيا تتمتع بمركز فريد يتيح لها استحداث مسار جديد تماما للتنمية يقوم على تسخير إمكانات مواردها الطبيعية والبشرية، ولكن متوسط معدلات النمو في أنحاء القارة لا يعكس بعد هذا الوضع، إذ من المتوقع أن يُسجِّل معدل النمو في أفريقيا جنوب الصحراء زيادة طفيفة إلى 2.6% في 2019 ارتفاعا من 2.5% في 2018، وهو ما يقل 0.2 نقطة مئوية عن المستوى الذي أشارت إليه التنبؤات في أبريل، غير أن هذا يخفي فروقات كبيرة بين البلدان، فأربعة من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم في 2019 توجد في أفريقيا: كوت ديفوار وإثيوبيا وغانا ورواندا.
المصدر : صدي البلد