وفاة المستشار مهند عباس رئيس تشريع مجلس الدولة الأسبق عن عمر 72 عاما

قال المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة أنه قد رحل عن دنيانا في هدوء المرحوم المستشار مهند عباس نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس قسم التشريع الأسبق وعضو المجلس الخاص بمجلس الدولة.
واشار الى انه من مواليد 6 يوليه 1948 ومن أوائل دفعة 1971 بالإسكندرية وعين بمجلس الدولة بتاريخ 6 مارس 1972 ,ولقد سبق أن عملت معه إبان رئاسته لمحكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الدائرة الأولى عام 2001 ثم ترأست تلك الدائرة عامى 2014 و2015 , وكان المرحوم المستشار مهند عباس إنسانا محبا للحياة , وكان من أبرز سماته طيبة القلب وسكينة الفؤاد تجاه كل زملائه , فقد كان هادئا كالحمام ، متواضعا كالسنابل الزاخرة بخيرة القمح والعطاء . والمرحوم المستشار مهند عباس من أسرة قضائية عريقة فأخوه المستشار أيمن عباس رئيس محكمة استئناف القاهرة سابقا وعضو بالمجلس الأعلى للقضاء وعمل رئيسا للجنة العليا للانتخابات .
لى معك ذكريات مليئة بكل ما هو خير , عرفتك قاضيا هادئًا، ومعلما متسامحًا ، وخلوقا راضيًا قنوعًا، ملتزمًا بإنسانيتك مؤمنا برسالتك متميزا بدماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متسلحا بالتواضع الذي زادك احترامًا وتقديرًا ومحبة في قلوب كل من عرفك والتقى بك , وكفاك محبة جميع القضاة لك , فقد كنت رحمة الله عليك من أشد المخلصين بعملك الذى كان يتسم بالبساطة والتيسير والذكاء, واليوم نودعك أستاذنا الفاضل فتنحني قامتنا احتراما وتقديرا لمقامك الرفيع الذى تعلمنا منه الكثير , لقد كنت واحدا من جيل الرواد والأساتذة الأفاضل المؤمنين برسالة العدل والحق , الناكرين للذات، فأنت من ذلك الزمن الجميل البعيد ، لقد فارقت دنيانا , لكنك لم تفارك عقولنا وقلوبنا , بعد مسيرة عطاء كبيرة ، ومشوار حياة في السلك القضائى والافتائى , تاركًا للأجيال سيرة عطرة ، وذكرى طيبة، وروحًا نقية، وعبقا من أريج نرجسية وشذا شجرة مثمرة يا فية ، وميراثًا من القيم والمبادئ والمثل النبيلة.
وحينما رجعت للذكريات منذ ربع قرن من الزمان تذكرت صور تجمعنا بالإسكندرية في إحدى مناسبات شهر رمضان الكريم ومعنا معالى المستشار محمد حسام الدين رئيس مجلس الدولة الحالى الذى قرر حضور الجنازة رغم صعاب الأحوال الراهنة وجسام المسئوليات , والمستشار حسام الدين معروف عنه ومعهود فيه منذ أربعين عاما قيامه بأداء واجب العزاء لكافة الزملاء في أى زمان ومكان .
فكم هي قاسية لحظات وداعك وفراقك ، التي تسجل وتختزن في قلوبنا وذاكرتنا , وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة ، ونختنق بالدموع , يعز علينا فراقك ، في وقت نحتاج فيه إلى أمثالك من الرجال الأوفياء الصادقين , ومهما كتبت من كلمات رثاء يوم وداعك ، وسطرت من حروف حزينة باكية ، لن أوفيك حقك لما قدمته لبلادك من علم ووقت وجهد وتفانٍ في رسالة القضاء .
تغمدك الله استاذنا بوسيع رحمته، وأسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر : صدي البلد